السبت, 3 مايو 2025 | 5 ذو القَعْدةِ 1446


قراءة القراءة

حقاً يبني الكُتّاب القصور، ليسكنها القراء، ويتقاضى أجرها الناشرون، كما يقول مكسيم جوركي. وصديقنا الشيخ فهد الحمود أحد هؤلاء البناة فقد سطر لنا كتاباً بعنوان (قراءة القراءة) وهو يبحث في الطريقة السليمة للتعامل مع الكتاب درساً وقراءة، يحاول الإجابة عن سؤال مهم : كيف تقرأ قراءة صحيحة؟
إن القراءة لها أثر كبير في تشكيل الشخصية ومكنوناتها الثقافية، حيث إنها تبني عند القارئ التأهيل الثقافي الكامل الذي لا يمكن أن يتم إلا عن طريق القراءة الصحيحة،ولكن كيف تتم تلك القراءة الصحيحة التي لها هذا الأثر؟
لقد عالج المؤلف قضية فنيات القراءة وجعلها على شكل خطوات متسلسلة، صيغت بطريقة ممنهجة يأخذ الجانب العملي فيها حيزاً كبيراً، مع ضرب أمثلة من الطريف والتليد على كل خطوة منه،وهذه الخطوات هي لب الكتاب وهي بعنوان (خطوات القراءة)، وقد نثر في فواتحها مقولات وقصصا من مشوقات القراءة، تدفع القارئ إلى الاسترسال في قراءة الكتاب.
وقد قدم المؤلف لهذه الخطوات بعنوان جذاب, هو (خطوة قبل الخطوات) أشار فيها إلى سبل تأسيس القراءة وجعلها من جملة العادات، ثم ضم في آخر الكتاب عثرات يقع فيها عديد من القراء ومحبي القراءة، ثم ختم الكتاب بنجائب الكتب, التي فيها ذكر مقولات متنوعة عن أفضل الكتب وأحسنها في نظر جملة من الكُتّاب، ومن ذلك مقولة باسكال (1623-1662م): "أفضل الكتب: هي تلك التي يحسب كل قارئ من قرائها أنه في وسعه أن يكتب مثلها تماماً".
وقال المؤلف: "الكتب الجيدة هي التي تستحوذ على فكرك، وتأخذ بلبك، وتنقلك من حياتك إلى حياتها ".
قال فولتير (1694-1778م): «الأنفع الكتب هي تلك الكتب التي تستحث القارئ على إتمامها".
سئل كاتب عن أنجح كتاب فقال:"إن الكتاب الذي من شدة رواجه تسأل الناس عنه فيدَّعون أنهم قرأوه وما قرأوه قط".
( قراءة القراءة) نشرته مكتبة العبيكان وطبع عدة طبعات، فإذا كان هذا الكتاب جديراً بالقراءة فإنه جدير بأن يقتنى. وطابت أيامكم.

الأكثر قراءة