الخميس, 8 مايو 2025 | 10 ذو القَعْدةِ 1446


نشرات الأخبار.. بوابة المذيعين الأكبر المؤدية إلى الشهرة

منذ ظهور نشرة الأخبار في القنوات، وتبلور أهميتها وأهمية مقدمها، وظهور الاحترام الذي يتعرض له المقدمون، برزت فئة من مقدمي الأخبار في المملكة والعالم ككل، الذين يستمرون في هذه المهنة طوال مشوارهم الإعلامي وعدم تغييرهم لها منذ بدايتهم.
وفي محاولة رصد أسباب وتداعيات هذه الحالة –إذا صحّت التسمية- المنتشرة بشكل واضح في قنواتنا المحلية، الخاصة، العربية، والعالمية، اتجهنا إلى عدد من المختصين النفسيين والإعلاميين، حيث أوضح الدكتور وليد الزهراني الطبيب النفسي لـ"الاقتصادية" أن السبب في هذه الحالة الإعلامية يرجع في البداية إلى عشق المهنة التي يمتهنها الإعلامي في بداية حياته المهنية، والسبب الثاني هو الإحساس الذي يحسه بعد ظهوره عدة مرات في التلفاز أمام الجمهور المتابع مما يشعره بأنه دخل قلوب الجماهير المتابعة وأصبحت تعرفه من خلال الشاشة الفضية وأنه حصل على شهرة هو لا يريد فقدانها.
وأكد الدكتور الزهراني أن بعض المقدمين وهم قليلون يتواجد لديه حب الشهرة مما يتولد لديه قناعة تامة بأنه يستحيل أن يعرفه الجمهور من خلال برنامج غير نشر ات الأخبار. وبعضهم يتولد لديهم النرجسية، والغرور، ما يجعله لا يرضى بشيء أقل مما هو يقدمه في الأخبار. وأضاف الدكتور الزهراني قصة عن مذيع اشتهر من خلال تقديم الأخبار، فبعد مدة طويلة كلف بأعمال أخرى في قناته غير تقديم الأخبار، ما جعله يعيش في حالة نفسية صعبة، فبدأ يعاني اكتئابا، إحباطا وضغوطات نفسية كبيرة، بعدما واجه الجمهور الذي يسأله عن عدم رؤيتهم له على التلفزيون.
وأشار الدكتور الزهراني في نهاية حديثه إلى أن الخوف من فشل في تقديم برامج أخرى، أو في أداء أعمال أخرى في مجال عمله، يكون عاملاً فعالاً في عدم تغير مهنة مقدم الأخبار، التي تقدم لمذيعها الاحترام بين الجمهور المتابع بسبب طبيعتها، وكذلك مقدم الأخبار يخاف من فقدان الاحترام، وهو يرى في نفسه بأن تقديم البرامج الترفيهية أو غيرها من أنواع البرامج فيها انحطاط من كرامته التي بناها من خلال تقديم الأخبار. كما أن الأفكار المصاحبة للمقدم وثقته لها دور كبير في عملية التغير من مهنة إلى أخرى، وشدد على أن هذه الحالات لا تتواجد فقط لدينا بل على مستوى العالم.
ومن جانبه أوضح يحيى آل مفرح المعد ومقدم البرامج في قناة المجد الفضائية أن لكل برنامج مميزات معينة يجب توافرها في مقدم البرامج سواء الإخبارية أو غيرها، لكن نشرة الأخبار، تعد الأسهل في عالم البرامج من حيث التقديم وغيرها، ورغم ذلك نشرة الأخبار تتطلب أمورا يجب إتقانها مثل إجادة اللغة العربية، الوقفات في الحديث، والصوت المناسب. وكذلك البرامج الأخرى من ترفيهية أو نوعية أخرى، تتطلب أمورا خاصة مثل البرامج الترفيهية التي تحتاج إلى مذيع مبتسم، مرح لكي يحظى بالقبول لدى الجماهير، أما نشرة الأخبار فلا تحتاج إلى ذلك. وأضاف آل مفرح أن نشرة الأخبار تحظى بمتابعة وقبول كثير من لدى الجمهور، فمقدموها في قرارة أنفسهم أن يعتقدون أن نشرات الأخبار هي أسهل طريق لفتح أبواب الشهرة أمامهم مثل ما حدث مع مقدمين قبلهم. وأوضح يحيى أن الخوف من الفشل له دور في جعل المقدم يفضل الاستمرار في تقديم نشرات الأخبار دون الاتجاه إلى اتجاه أخرى في عالم الإعلام.
من جانبه شارك عبد الرحمن الحسين المذيع التلفزيوني السعودي زميله يحيى آل مفرح في بداية حديثه من جانب أن قراءة النشرات الإخبارية فن قائم بذاته ويحتاج إلى مهارات تتطلب مقومات كثيرة من أبرزها طبقة الصوت، اللغة العربية وإجادتها نحواً وصرفا، الحضور، والثقافة الإخبارية.
وأوضح الحسين أن المذيعون المتخصصين في تقديم النشرات الإخبارية أو "قراء النشرات" والذي يكتفون بها، ولا يقدمون سواها، لا يمكن بأي حال أن نصفهم بالعجز عن تقديم البرامج أو كافة فنون التقديم التلفزيوني أو الإذاعي، وهناك كثير من المذيعين يقدمون النشرات الإخبارية إضافة إلى تقديم التزاماتهم البرامجية، ولكن تقديم البرامج هو أقرب إلى ذهن المتلقي لارتباطه بمقومات أخرى تتقاطع في بعضها مع مواصفات قارئ النشرات. وأكد أنه يتفق مع من يقول إن البرامج الأخرى تقدم شخصية المذيع للمتلقي بشكل أكثر وضوحا من النشرات الإخبارية. وأرجع الحسين أسباب اقتصار بعض المذيعين إلى تقديم نشرات الأخبار فقط دون غيرها بسببين، الأول: ميول وشخصية ورغبة المذيع، الثاني: الافتقار إلى الاحترافية في كافة خطوط الإنتاج البرامجي، ما يجعل المذيع يعزف تماما عن تقديم أي برنامج لأنه مدرك أنه سيقوم بأدوار غيره. وأضاف الحسين في نهاية حديثه أنه رغم ذلك، عندما تستمع مثلا إلى محمود المسلمي أو حسام شبلاق عبر إذاعة bbc العربية ستدرك أن بعض قراء النشرات الإخبارية يمتلكون موهبة فذة.
يذكر أن هناك مذيعين في التلفزيون السعودي كسروا الحاجز التقليدي في تقديم نشرات الأخبار وتحولوا إلى مقدمي برامج منوعة وترفيهية مثلما فعل المذيع ماجد الشبل عندما قدم برنامجه "حروف" وزميله حامد الغامدي ببرنامجه الشهير "سباق المشاهدين".

الأكثر قراءة