الخميس, 1 مايو 2025 | 3 ذو القَعْدةِ 1446


في مواقع الفيديو التشاركي.. لا "حذر" ينفع.. ولا "مونتاج" يفيد!

يجتهد الكثير من الناس في إخفاء عيوبه، وفي طمس سقطاته، وحين يتعلق الأمر بنجم فإن الاجتهاد سيبلغ أعلى درجاته، نتحدث هنا عن نجم حقيقي يبحث عن البروز بما ينتجه عقله وما تفيض به روحه، بعيداً عمن يبحث عن الظهور ولو بسقطة مفتعلة! لأننا سنفتح اليوم باباً لا يوارب، باباً يشبه أبواب القلاع الحصينة التي ما إن تنفتح حتى يبدو لك الداخل وكأنه مدينة أخرى غير المدينة، الباب هو مواقع الفيديو التشاركية"، هذه المواقع التي امتلأت بآلاف المقاطع في شتى المجالات، وما يهمنا هنا بالتأكيد هي المقاطع التي تتلعق بالشعر الشعبي، وشعراء الشعر الشعبي الذين يشكلون هذه الأيام مادةً دسمة لأعضاء هذه المواقع ومرتاديها.

أديب.. قليل أدب!
في أكثر الحلقات إثارة حلّ شاعر شعبي "عربي" ضيفاً على برنامج فني منوّع يذاع على الهواء مباشرة، وكعادة البرامج المباشرة يبقى المذيع على أعصابه حتى نهاية البث خوفاً من زلة لسان أو خطأ غير مقصود يصبح مادةً ساخرة للآخرين، في تلك الحلقة كان القلق في أعلى درجاته كون الضيف معروف بسلاطة لسانه وبعدم امتثاله لأية تعليمات، مضى الحوار بشكل عادي ومطمئن حتى جاءت الطامة بسؤال المذيع لهذا الشاعر عن رأيه في مطربة شابة عرفت بالكليبات الساخنة، هنا قال الشاعر الشعبي العربي لفظاً ينمّ عن "قلة أدب" عالية جداً، ما وضع المذيع والطاقم والجمهور الحاضر في لحظات حرج عصيبة، هذا المقطع أصبح من أكثر المقاطع التي تجد نسبة مشاهدة في مواقع الفيديو التشاركي.

يا متشتت!
في الحلقات التسجيلية لأحد برامج المسابقات الشعرية تم عمل المونتاج للعديد من المشاركات خصوصاً المشاركات التي حدثت فيها مشادات بين أعضاء التحكيم والشعراء وكان أكثرها إثارة قول أحدهم لعضو التحكيم " أنت متشتت الله يحييك"، كما تم بتر العديد من انطباعات المحكمين، سواءً تلك التي قيلت بلا مناسبة أو بمجانية زائدة، أو تلك الانطباعات التي رأى مسيّرو البرنامج أنها لا تخدم توجهاتهم، كمشاركة أحد الشعراء الذين أحدثوا ضجة كبرى في الحلقة المباشرة التي أذيعت أخيرا، هذا الشاعر كان قد تلقى العديد من الانتقادات من لجنة التحكيم وخصوصا من العضو الأكاديمي الذي قال له "قصيدتك عبارة عن خزعبلات"!، لم يعرض تعليق الأكاديمي ولا تعليق زميله المثقف واكتفوا بصورة أحد الأعضاء وهو ينظر للسقف بملل أثناء إلقاء الشاعر لقصيدته التي تحدث فيها عن علاقته بالجان، ثم بعد ذلك قاموا ببتر تعليق العضو ليتوافق مع رغبتهم.

الشارع والشاعر!
في حلقة الأسبوع الماضي من البرنامج نفسه وعندما ودّع أحد الشعراء المسرح والمسابقة لعدم تأهله قام بالخروج من جهة باب المتأهلين واكتشف أنه أخطأ الطريق فاستدار بسرعة وحرك يديه بشكل دائري وكأنه يمسك بمقود السيارة في حركة تشبه حركة السيارة أثناء ممارسة التفحيط، هذه الحركة التي أضحكت جمهور المسرح كثيراً أثارتهم أيضا ولم يعودوا للصمت سريعاً كون أغلب حضور هذه المسابقة هم من الأطفال الذين يبدو أنهم أعجبوا بهذا الاستعراض المجاني على مسرح الشعر، هذا المقطع عندما تراه على مواقع الفيديو التشاركي ستجد في الخانة اليمين من الشاشة متشابهات يضعها الموقع لكل كلمة تم البحث بها، المتشابهات هنا مضحكة جداً وغريبة فقد كان "شاعر المليون" و "تفحيط الشاعر" متشابهين مع "شارع المليون" و "تفحيط الكامري"، وشارع المليون هو شارع اشتهر بكونه الأرحب لممارسة التفحيط.

ناصر القصبي يشارك في نقد الشعر!
الكثير من المشاركين لم يقفوا عند حد وضع المقاطع المفضلة، بل تعدوا ذلك من خلال مشاركات يضعون عليها رسماتهم ورؤاهم الخاصة حول الشعر والشعراء وما يدور حولهم، ففي واحد من أكثر المقاطع طرافة قام أحد المشاركين باختيار عدة مقاطع لأحد أعضاء لجنة التحكيم وأسمي المقطع "شيء ما شفتوه"، على طريقة طاش ما طاش، في هذا المقطع جمع صاحبه العديد من الجُمل التي قالها العضو بلا معنى أو قال فيها رأياً غريباً، وبعد كل مقطع يقوم بإدخال لقطة للمثل ناصر القصبي من مسلسل "طاش ما طاش" كنوع من السخرية، حتى أن ناصر القصبي في هذا المقطع ظهر في عدة شخصيات شهيرة له، هذا المقطع حظي بعدد كبير من المشاهدات فاق الكثير من مقاطع الشعر التي وضعت معه في التاريخ نفسه أو حتى تلك التي سبقته بوقت طويل.

الآسيويون.. وعلوم الرجال!
يصرّ الكثير من الناس على ربط الشعر بالتراث، كما يصرّون على ربطه بـ "علوم الرجال". من هذا المبدأ ومن جهة ساخرة يقوم العديد من الأشخاص بتصوير مقاطع شخصية لعمّال آسيويين وهم يلقون القصائد النبطية بلهجة مضحكة وبأسلوب فيه من السخرية على صاحبه أكثر من الإعجاب، مثل هذه الفكرة بدأت مرة واحدة ثم انتشرت كالنار في الهشيم، حتى باتت مواقع الفيديو التشاركي تعج بمثل هذه المقاطع.

الأكثر قراءة