"التعليم عن بعد".. جامعة الإمام أنموذجا
تسنمت جامعة الإمام محمد بن سعود قصب السبق في التطبيق الشامل لمفهوم التعليم عن بعد على مستوى التعليم العالي السعودي، وحققت بذلك أمنيات وحلم شريحة واسعة من المجتمع السعودي الباحثين عن التزود بالعلوم والمعرفة بمختلف فروعها، لتكسر بذلك الحواجز أمام المتقدمين في العمر، أو أولئك الذين لديهم مشكلات وظروف تمنعهم من الانتظام في الدراسة، أو بعد المسافات لقاطني المدن الصغيرة أو القرى، لتشرع أمامهم الأبواب لتعود الحياة من جديد للآمال والطموح الساكنة في قلوبهم عن طريق التعليم عن بعد.
وأنشأت الجامعة لهذا الغرض عمادة التعليم عن بعد، وهي ليست الأولى أو السباقة في ذلك بين جامعاتنا السعودية، ولكنها تميزت كونها أخذت على عاتقها منذ البداية تطبيق نظام التعليم عن بعد بكامل معطياته وأدواته، وذلك بدايةً من إنشاء العمادة والإعداد والتحضير بأحدث التجهيزات الفنية، ودعمها بالكوادر المتخصصة من الخبراء والمتخصصين من أبناء الوطن والشباب المؤهل للتعامل مع الكمبيوتر وتقنياته لتكون لغة التواصل مقتصرة عبر البوابة الإلكترونية المعتمدة من الجامعة.
ودعم الدكتور سليمان أبا الخيل مدير عام جامعة الإمام محمد بن سعود، بعد الدراسة والبحث والاستشارة كافة الجهود، لسرعة إنجاز هذا المشروع التعليمي المهم، وانعكس ذلك من خلال متابعته للعمل خطوة بخطوة وتشجيعه للعاملين من أبناء الجامعة بالدعم المادي والمعنوي إلى أن ظهرت هذه العمادة إلى حيز الوجود. وخير ما يظهر جلياً وقفاته كقائد لدفة التعليم في الجامعة على تحفيز القيادات الإدارية والفنية وهيئات التدريس لديه لدعم هذا التوجه، إيماناً منه أن التعليم عن بعد يعتبر رافداً رئيس ضمن منظومة التعليم العالي إلى جانب التعليم التقليدي. والإقبال الكبير للطلبة المستجدين على نظام التعليم عن بعد خير شاهد على أن الجامعة جادة في مساعيها ماضية نحو تحقيق هذا الهدف على أكمل وجه، وهو خير دليل على عزمها - بإذن الله - على السير بخطوات واثقة ووثابة لنيل أفضل النتائج، وبأعلى المقاييس والمعايير.
ومما لا شك فيه سنرى في المستقبل القريب وسائط اتصال مباشرة وذات دقة وجودة عالية بين الجامعة والطالب لتلغي شبكة الإنترنت كل القيود والحواجز. وتدلف بالبيانات ذهاباً وإياباً بين هيئة التدريس والطلبة عبر الوسائط الإلكترونية بكافة أنواعها، بل وننتظر قريباً أن تكون الفصول الافتراضية أكثر عدداً وانتشارا من الفصول التقليدية، والأمر كذلك للورق الإلكتروني والمقررات الرقمية وغيرها. وفقاً لضوابط وقوانين دقيقة تضمن المشاركة والفائدة لأكبر شريحة من الذكور والإناث بمختلف فئاتهم العمرية واهتماماتهم.
ويحدونا الأمل أن تتسع رقعة التعليم العالي في بلادنا، فهي أبسط الأماني التي يتطلع لها أفراد المجتمع السعودي والمقيمون صغاراً وكباراً من كل جنس. والمؤشرات الأولية تظهر من خلال رعاية التعليم العالي بقيادة الوزير الطموح الدكتور خالد العنقري لجهود المركز الوطني للتعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد، الهادفة إلى رعاية المشاريع المتعلقة بهذين النظامين وبالأخص صناعة التعليم الإلكتروني في مؤسسات التعليم الجامعي في المملكة.