عرعر: أسرة تستثمر حليب الماشية وتنشئ مصنعا صغيرا

عرعر: أسرة تستثمر حليب الماشية وتنشئ مصنعا صغيرا

نجحت أسرة المواطن فرحان سالم الرويلي في استثمار ما تنتجه مواشيهم من حليب وألبان، حيث عمد الرويلي إلى تربية قطيع من الأغنام وصل إلى 200 رأس ليقوم بحلبها يوميا مع زوجاته الثلاث، ومن ثم تبدأ صناعة مشتقات الحليب المتعددة من خاثر، سمن، زبد، شنينة، بقل (أقط)، جبن، ولبنة.
"الاقتصادية" التقت فرحان الرويلي في بيته في عرعر الذي اتخذه مقرا لمصنعه الصغير الذي أصبح يزاول عمله التجاري منذ خمس سنوات بعد أن كان إنتاجه في السابق للبيت فقط، ليلقى رواجا بين الجيران ومن ثم إلى السوق المحلية من خلال الجودة العالية للمنتجات اللبنية ليحكي قصة هذا المصنع إذ قال: "المصنع يتكون من سطول حليب وخضاضات وطاسه لغلي الحليب وأخرى لغلي السمن وثلاجات لتبريد وحفظ تلك المنتوجات، ويبلغ إنتاج الأغنام من الحليب في الربيع 40 كيلو جراما يوميا ليتضاعف في الشهور الأخرى إلى 80 كيلو جراما إلا أن ارتفاع الأعلاف قلل من المنتج اليومي من الحليب والألبان.
وقال "يعمل في هذا المصنع زوجاتي الثلاث، حيث يتم عملهن مباشرة من وصول سطول الحليب للمصنع ليتم إنتاج (الخاثر واللبنة والجبن والسمن) والتي يتم الطلب عليها يوميا ليتم بيعها بأسعار مناسبة وبجودة عالية بعيدا عن الغش الذي عمد له البعض باستخدام حليب مجفف ومصادر أخرى.
وأوضح أن كلفة المصنع لم تتعد 2000 ريال في بداياته وأصبح إيراده ولله الحمد مبالغ طيبة أغنت عن الوظيفة وأشغلت الزوجات بما ينفع.
وعن كيفية تصنيع مشتقات الحليب شرح (الرويلي) ذلك بقوله: "يتم استخراج (الخاثر والجبنة) ومن ثم يتم استخراج (السمن والزبد واللبنة) من(الخاثر)، أما (الشنينة) فيتم استخراج (البقل) منها وهي عمليات تستغرق عدة ساعات وتستهلك طاقة حرارية من خلال التسخين وطاقة كهربائية من خلال تشغيل الخضاضات، حيث يتم تصنيع أكثر من 80 كيلو جراما من مشتقات الحليب يوميا وتتفاوت أسعار كل مشتق من حيث النوع والوقت الذي يستغرقه تصنيعه، حيث يستغرق تصنيع أي كمية من اللبنة حوالي أسبوع وبعض المنتجات تستغرق عدة ساعات، ويكون الإنتاج المشتق من اللبن أقل من كمية اللبن الأساس لانتزاع الشوائب والماء منها أثناء التسخين والتصفية.
ودعا الرويلي الأسر التي تمتلك مهنة أو صنعة أن تمارسها ليجدوا فيها الخير الكثير، وتغنيهم عن ذل السؤال، وليكونوا أسرا منتجة لا مستهلكة فقط.
وينوي (الرويلي) أن يحول هذا المصنع إلى آخر أحدث ويستوعب إنتاج كميات أكبر، وبمبنى مستقل حتى يستطيع أن يوطن مثل هذه المهن في المجتمع الشمالي الذي يتميز بتاريخه البدوي وليربطه ببيئته التي تعد أكبر منطقة رعي في المملكة، وليتم استغلالها بمثل هذه الصناعات المجدية ماديا بدلا من استيرادها من الدول المجاورة.

الأكثر قراءة