السعوديون يحترقون!
تؤكد التقارير الرسمية الصادرة عن منظمة الصحة العالمية أن التدخين يحتل المرتبة الثالثة في أسباب الوفيات للبشر بعد مرضي السرطان والإيدز. وجاء في التقرير الذي جرى تعميمه على الدول الأعضاء في المنظمة أن أكثر من 600 مليون شخص في العالم مصابين بمرض داء الرئة الانسدادي الناجم عن التدخين. وأكد التقرير أن التدخين يتسبب في وفاة أربعة ملايين شخص في العالم سنوياً.
وفيما يخص السعودية فإن الإحصاءات العالمية المعلنة تقر بوجود 30 ألف خليجي يموتون سنوياً بسبب أمراض التدخين نحو 22 ألفا منهم في السعودية!
وسجلت إحصاءات السجل الوطني في السعودية أن سرطان الرئة الأكثر انتشاراً بين الرجال وبلغ ترتيبه الرابع بين أكثر عشرة أنواع من السرطانات المنتشرة بنسبة 7 في المائة من جميع أنواع الحالات لدى الذكور، حيث سجلت 979 حالة منها 201 حالة لدى النساء وقد كان في المركز التاسع قبل عشر سنوات.
وتتوقع الجمعية السعودية لطب وجراحة الصدر أن يتصدر سرطان الرئة جميع السرطانات الأخرى لدى الرجال ويكون السبب الأول في الوفاة من السرطان نظراً لانتشار التدخين الذي تبلغ نسبته 30 إلى 50 في المائة بين الرجال!
ويعالج مركز الملك فيصل للأورام ما يقارب 2700 حالة سنوياً في حين يُعالج في بقية مراكز السعودية مجتمعة ما يقارب 1500 حالة بينما المسجل سنوياً في السعودية نحو سبعة آلاف حالة. إلا أن هناك نحو 4200 حالة سنوياً لا تتلقى العلاج بسبب وصول أغلب الحالات في حالة متأخرة من المرض.
ويتوقع الأطباء الإخصائيون أن تزداد نسبة الإصابة بالسرطان وتتضاعف إلى 14 ألف حالة سنوياً. وتصل تكلفة بعض الأدوية إلى 450 ألف ريال وتعطى على هيئة أقراص للمريض لمدة سنتين والعلبة الواحدة لا تقل قيمتها عن 25 ألف ريال هذا إضافة للتكلفة العالية جداً لإدارة مستشفيات السرطان.
وقدرت دراسة صحية حجم إنفاق السعوديين على التبغ نحو 14.4 مليار ريال سنوياً بمعدل تدخين 15 مليار سيجارة في العام. وذكرت الدراسة التي أعدتها الجمعية الخيرية للتوعية بأضرار التدخين والمخدرات في منطقة مكة المكرمة أن نحو ثمانية ملايين شخص من سكان السعودية أي ما نسبته 40 في المائة من إجمالي السكان مدخنون!
وإزاء هذه التقارير المخيفة للتدخين في السعودية فإن برامج مكافحة التدخين على المستوى الرسمي دون المستوى المطلوب ولا يليق ببلد طموح أن ينظر إلى أبنائه وهم يحترقون!
يجب أن ترتقي برامج مكافحة التدخين وتوعية المدخنين إلى أعلى مستوى وتفعّل الجمعيات والمراكز المعنية بذلك وتدعم.
أيها المدخنون أنتم أعداء أنفسكم لو كنتم تعلمون!