الأحد, 4 مايو 2025 | 6 ذو القَعْدةِ 1446


موت جماعي للنحل في المناطق الساحلية .. ونداءات بتحرك عاجل من وزارة الزراعة

تعرضت الآلاف من طوائف النحل التي تتركز في المناطق الساحلية خلال الأيام الماضية لموت جماعي، تسبب في خلق الكثير من علامات الاستفهام لدى الكثير من النحالين حول المسببات التي أدت إلى ذلك. حيث أوضح عدد من النحالين أنهم لم يتعرضوا من قبل لمثل هذه الظاهرة التي يعانونها خاصة فيما يتعلق بنسب الموت في الخلايا التي يملكونها، فقد وصلت لدى البعض إلى ما نسبته 90 في المائة من مجموع ما يملكه من خلايا حسب إفاداتهم.

"الاقتصادية" رافقت الدكتور أحمد بن عبدالله الغامدي رئيس اللجنة التأسيسية لجمعية النحالين التعاونية في زيارته لبعض المناحل في منطقة القوز في القنفذة وخميس حرب والدرب وبيش في بجازان، ولقائه عددا من النحالين المتضررين، والذين أوضحوا أنهم تقدموا بطلبات إلى فروع الإدارات العامة للشؤون الزراعية ولكنهم لم يحصلوا على المساعدات المطلوبة لإيقاف هذا النزيف في خلايا النحل لعدم وجود مختصين في علوم النحل يمكنهم تحديد المشكلة بالتحديد، ما اضطرهم إلى مراسلة الصحف المحلية، وإرسال برقية عاجلة إلى وزير الزارعة لطلب إرسال خبراء مختصين من الرياض.
وأفاد الدكتور الغامدي بأنه بعد الاطلاع على الأوضاع، أن الكثير من طوائف النحل متهالكة والكثير منها لن يستفاد منها في هذا الموسم، وأن أعراض ومسببات هذا الموت في أواسط النحل واضحة وتتلخص الأسباب في نقص التغذية البروتينية التي بدأت أثناء موسم السدر المعروف عنه بافتقاره إلى حبوب اللقاح ثم استمرت وتفاقمت عندما أنزل النحل وهو جائع ومنهك إلى المناطق الساحلية الفقيرة جدا من حيث توافر الغداء للنحل خلال الشهرين الماضيين نتيجة لعدم نزول الأمطار. وقال إن "هذا الجوع أدى إلى موت بعض الطوائف وأضعف وأجهد البقية الأخرى ما جعلها عرضة للإصابة بالأمراض والآفات،بينما سبب الموت وضعف الخلايا في بعض المواقع وخاصة في منطقة جازان نتج عن موجة البرد نتيجة انخفاض درجات الحرارة".
وأوضح الدكتور أحمد أن هذه الظاهرة ليس لها علاقة بالظاهرة التي أدت إلى موت ملايين الخلايا بالولايات المتحدة العام الماضي, وأن الأسباب مختلفة حيث يعتقد أن المسبب الرئيسي للظاهرة التي حدثت في الولايات المتحدة هو مرض فيروسي.
وحول كيفية علاج هذه الظاهرة، أفاد الخبير الغامدي أنه أخبر النحالين بكيفية تدارك فقد النحل وتلافي الموت مستقبلا وذلك عن طريق تغذية النحل بحبوب اللقاح التي تعتبر مصدرا للبروتين والتي بدونها تتوقف الملكات عن وضع البيض، وحتى وإن باضت فإن الشغالات لا يستطعن العناية بصغار النحل، لعدم قدرتها على إفراز الغذاء الملكي الذي تستخدمه لتغذية صغار النحل وتغذية الملكات الذي يعتمد على البروتين الموجود بحبوب اللقاح. وأوصى بأن تبدأ التغذية أثناء تواجد النحل بمراعي السدر ثم تستمر بعد نزوله إلى منطقة تهامة وتستمر حتى تتوفر النباتات التي يجمع منها النحل حبوب اللقاح.
أما فيما يتعلق بالتغلب على برودة الطقس فإنه يجب أن تتوافر بعض الأساسيات منها توفر كمية كبير من النحل لأن النحل يستطيع أن يرفع درجة حرارة الخلية بشكل كبير عن طريق عمل تكتل في شكل عنقود يشبه عنقود العنب ثم يستخدم عضلات الصدر ليخلق حرارة ترفع درجة حرارة الخلية إلى درجة يتحملها النحل حتى لو كانت درجات الحرارة الخارجية تحت الصفر. ولكي يقوم النحل بذلك يحتاج إلى كمية من العسل أو التغذية السكرية بالإضافة إلى أعداد النحل الكافية التي ذكرت سابقا. كما أضاف سعادته أن هناك بعض الاحتياطات الأخرى التي يجب أن يعملها النحال مثل عدم فتح الخلايا أثناء برودة الجو وتدفئة الخلايا بالخيش أو الأشرعة وتضييق فتحات الخلايا في حالة الخلايا الحديثة وكذلك اختيار الأماكن التي تقل فيها التيارات الهوائية.
وأرجع الدكتور أحمد الغامدي تفاقم هذه المشكلة إلى ضعف الوعي لدى بعض النحالين بأساسيات العناية بالنحل والذي قد يصل لدى البعض إلى درجة الجهل، وكذلك اعتماد البعض على العمالة الوافدة غير المؤهلة، إضافة إلى عدم توافر غذاء النحل بالأسواق أو المبالغة في أسعاره, وعدم معرفة النحالين بصنع غذاء بديل من السوق المحلية.
وفي نهاية الجولة أفاد الدكتور الغامدي بأنه على الرغم من أن زيارته هذه ليست زيارة رسمية إلا أنه من الواجب عليه وبصفة مستشار لوزارة الزراعة أن يقوم بتقديم تقرير لمكتب وزير الزراعة عن الوضع الذي شاهده مع تقديم مقترحات لحل هذه المشكلة أو مساعدة النحالين في التغلب عليها مثل تقديم بعض المعونات للنحالين أسوة بمربي الماشية ومزارعي النخيل ومزارعي الذرة والدخن, وسيقترح تعويض النحالين الذين تضرروا من هذه الأيام أسوة بالمزارعين الذين تضرروا من آثار الصقيع في مناطق مختلفة من المملكة. كما سيقترح تقديم دعم سريع لأسعار تغذية النحل وأسعار المبيدات التي تستخدم داخل خلايا النحل حتى يحد من استخدام المواد غير المصرح بها داخل خلايا النحل.

الأكثر قراءة