الشيخ الراجحي: الذي يتأخر عن الدوام ويزّور في الحضور آثم
أكد الشيخ عبد العزيز الراجحي الأستاذ في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أنه لا يجوز للإنسان أن يتأخر عن وقت الدوام؛ لأنه يعد أجيرًا، فالموظف في الدولة أو في الشركة أو في المؤسسة يجب عليه أن يستغرق الوقت المقرر في العمل، ويحضر في الوقت المحدد, وإذا تأخر فلا يحل له أن يأخذ من الأجرة إلا بمقدار عمله، ويردّ الباقي إلا إذا سُمح له.
وأضاف أن الذي يتأخر يزِّور، جمع بين أمرين: زور وكَذِبَ، كالذي جاء في وقت متأخر، وأخذ أجرة مقابل وقت لم يحضره. فالواجب على الإنسان التوبة والندم وإرجاع مقابل هذا، أو يعمل عملًا آخر يقابل هذا الشيء، حتى تكون الأجرة حلالا له؛ لأن الأجرة مقابل العمل.
وأوضح فضيلته أن من عمل بالكتاب والسنة فليس متشددا، وهذا ينبذ به بعض الناس من بعض الناس الذين يكرهون أهل الخير وينبذونهم، بقولهم هؤلاء متشددون، موسوسون، كذا، ينبذونهم بالوسوسة والتشدد والتنطع.
وأضاف إذا كان مستقيما على طاعة الله، ومؤديا فرائض الله، ثم نبذ بذلك؛ فهذا مثل ما ينبذ الكفار النبي - صلى الله عليه وسلم -، ويقولون: مجنون، شاعر، كاهن.
وأبان فضيلته أنه إذا كان الشخص عنده تشدد مثل ما ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم -، يتشدد في العبادة، يزيد، يتعب نفسه، فهذا هو مثل ما قال النبي - صلى الله عليه وسلم: "لن يشاد الدين أحد إلا غلبه" أو مثلا يتجاوز الحد المشروع؛ فهذا قد يقال: إن هذا خالف المشروع، أما إذا كان مستقيما، يؤدي ما فرضه الله عليه، ينتهي عما حرمه الله، عنده ورع عن المعاصي؛ فلا ينبغي لإنسان أن ينبذه بهذا، ونبذه بهذا هذا من المعصية ومشابهة المشركين.