طقوس الشعراء

طقوس الشعراء

يعتقد الكثير من متابعي الشعر "من غير الشعراء" أن الشاعر له طقوس محددة لا يمكن له تجاوزها أو الكتابة في أجواء أخرى غيرها، ويبنون على ذلك خيالات لم يصل الشاعر "بكذبه الخلاّق" إليها بعد، والغريب أن هذه الخيالات التي يعتقد المتابعون بحقيقتها تتماهى مع نهج الشاعر في كتابة نصوصه، فالشاعر الذي لا يغادر النص الغزلي والوجداني يعتقدون أنه يكتب نصوصه على ضوء شمعة في شرفةٍ هادئة في ليلٍ ساكن، يرونه في خيالهم في أودع ما يمكن!، وتذهب هذه الخيالات بعيداً عندما يكون الشاعر هجّاءاً بذيء اللسان، فالكثير يراه غاضباً عاقداً حاجبيه، ممسكاً بالقلم وكأنه يمسك "بعجرا"، وأذهب معهم لشعراء الفخر الممجوج وشعراء المديح الساذج وغيرهم من الشعراء، فستجد أن المتابع يرسم لطقوسهم خيالاً يتوافق مع منهجية الشاعر في الكتابة خصوصاً في المفردة المستخدمة، والحقيقة أن الشعراء الذين لا يغادرون طقوسهم هم قلّة قليلة لا تشكل قاعدة أبداً، أما البقية فالقاعدة تقول إن النص هو الذي يختار وقته وطقسه لا الشاعر.

الأكثر قراءة