صوت عالي
كانت الكلمات نياما عندما استيقظ الصوت وأشعل ناره و"بيّح" للطرب كل مكنون، وحينها كان راشد الماجد اليافع "يشب الضو" في رحلة فنية تستمد الدفء من كلمة شجية وألحان لا تخلو من نبرة حزن تراجيدية تظهر حتى في الحب الذي تفانت أغانيه القديمة في التعبير عنه بشكل يشعرك أن المقطع يؤلف نفسه في لحظته أو خلال انتظار نهاية الموسيقى وبداية الكوبليه، ولا يكلفك تطبيق تلك النظرية أكثر من استماع مقطع على نحو"سيّر علي .. بس امسح دموعي وروح" أو عبارة "علميهم يالحبيبة" عندما تلتقط أنفاسها وتستدرك "آه يا أغلى حبيبة" أو حتى متابعة المواكبة الصوتية المتصاعدة للجملة الموسيقية في نهاية أغنية عصية السفر في سماء النسيان وهي "وحشتيني".
بين "فمان الله" و"المسافر" محطة "شجن" مرت بها رحلة راشد الماجد وهي تفلسف الحزن باعتباره طرباً مستمر الصلاحية متجدد الوصول، غير أن ظواهر غريبة وطارئة من قبيل "هلي لا تحرموني منه" تجعلنا نسأل سندبادنا "سلامات .. يا راشد مو على بعضك سلامات؟" لماذا أعدت ترتيب قناعاتنا بمشوارك يا راشد وأعدت مشوار ذوائقنا قسراً إلى محطة الشجن الأنيق، حيث كنت تنادينا من هناك ذات طرب هائل "حبكم وسط الحشى سادي".