الناقد والشاعر
يبدو أن الشعر لم يعد ذا قيمة اجتماعية، الأمر الذي حدا بالكثير من الشعراء إلى احتراف النقد، وليتهم حين ينقدون يقولون رأياً انطباعياً ويقرّون بذلك، لا، المسألة تعدت التواضع لديهم، المسألة مسألة نقد وأدوات نقدية ومصطلحات يقرأونها ويعيدون كتابتها بلا أدنى معرفة بها، هؤلاء المنظرون ملأوا الساحة هذا الأيام وحين تقرأ أسماءهم تفاجأ بأنك أمام الناقد والشاعر فلان، ولا تعلم متى استحق هذا "الشخص" لقب الشاعر ليستحق صفة الناقد؟ المشكلة أنك حين تقتطع من وقتك الثمين القليل منه لقراءة أطروحاتهم أو سماعها ستشعر في النهاية بأنك أضعت الكثير من وقتك في سماع من لا يجيد سوى التنظيرالفارغ، ومحاولة التواجد بأي شكل كان، المهم هو أن يكون اسماً متداولاً حتى ولو جاء تداوله كتداول أسهم أنعام هذه الأيام! وحتى وهم لا يستحقون صفة النقاد، أرى أن المقولة التي تصف النقاد بأنهم مشاريع شعراء فاشلين تنطبق عليهم تماماً، فليس لهم من صفات النقاد سوى هذه الصفة الصادقة.