لصوص الرياض يضحكون!
يشتكي العديد من سكان أحياء شرق العاصمة الرياض بشكلٍ شبه يومي من سرقة منازلهم أثناء سفرهم أو حتى تغيبهم عنها لساعات, حتى بات الموضوع يشكل ظاهرة تستحق الدراسة, فاللصوص يتكاثرون ويضحكون, بينما يندب أصحاب هذه المنازل حظهم وهم يدورون على مراكز الشرطة بحثاً عن مقتنياتهم المسروقة .
ومع أن الجهات الأمنية تبذل قصارى جهدها في سبيل القبض على هؤلاء اللصوص, إلا أن الظاهرة باتت خارج السيطرة, فهذا أحد ضحايا سرقات المنازل في شرق الرياض يصرخ بحرقة في أحد المواقع الإلكترونية قائلاً:
"أنا وأبنائي أصبحنا نتناوب على البقاء في المنزل من كثرة الحرامية فى حينا.. ففي العام الماضي قفز اللصوص على بيتي وكانوا أحد عشر لصاً أكبرهم يقترب عمره من الثامنة والعشرين وأصغرهم في السادسة عشرة تقريباً, وكانوا يعتقدون أنه لايوجد أحد بالمنزل, لكن بعد أن قاموا بتكسير نافذة المطبخ قامت زوجتي بالنزول إلى الدور الأرضي ورفع صوت التلفاز, فلاذوا بالفرار عن طريق بيت الجيران, وفتحوا الباب الخاص بالسيارة وهربوا، وبعد حضور الدوريات الأمنية قال لي ضابط الشرطة: آحمد ربك طالما بناتك وأولادك بخير ولم يحدث لهم شيء!"
ولا أخفيكم أنني تساءلت في البداية وأنا أقرأ صرخات المسروق أعلاه, عن طبيعة منزله الذي أغرى أحد عشر لصاً للهجوم عليه, لكنني عندما قرأت صرخات غيره ممن تعرضت منازلهم للسرقة ركلت تساؤلاتي ركلاً شديداً, فأغلبهم من ذوي الدخل المحدود الذين تصح تسميتهم نهاية كل شهر بـ(المتسلفين في الأرض), ولن يخرج اللص من منازلهم إلا بما ثقل وزنه ورخص ثمنه (تلفزيون – أسطوانة غاز- مكيّف صحراوي... إلخ) !
طبعاً من الضروري أن يجد هؤلاء اللصوص من يشتري منهم تلك المسروقات, فلا أعتقد أبداً أنهم يسرقونها لتأثيث منازلهم والعياذ بالله, وإنما هدفهم تحريك الدورة الاقتصادية في البلد, وأجزم أن من يشترون بضاعتهم أناس أكثر لصوصية منهم, ولا يمكن أن يتموا أي صفقة معهم إلا بأقل من ربع قيمة تلك المسروقات, وهذا والله ما يصح أن يسمى بـ(بيع الغبن), فاللص تعب وعرّض نفسه للخطر والتهلكة وحصل على غنائمه الرخيصة الثقيلة بعرق يديه ورجليه, فهل من العدل أن يجني الربح الوفير لص غيره؟! وطالما أن بين كل بيت وبيت في شرق الرياض بيت تمت سرقته, فهذا يعني أن السادة اللصوص يمثلون شريحة كبيرة لا يستهان بها, مما يلزمني ككاتب مهتم بمتابعة الشأن المحلي بأن أنقل الصورة الحقيقية لمعاناة الناس, وأن أطالب الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان بسن قوانين صارمة للمحافظة على حقوق هؤلاء اللصوص المساكين, كما أطالب وزارة العمل ووزارة التجارة والغرفة التجارية بسن قوانين صارمة أيضاً للمعاملات التجارية بين هؤلاء الكادحين ومن يشترون بضاعتهم غبناً, كما أدعو وزارة التجارة ومؤسسة النقد وهيئة سوق المال إلى دعوة هذه الفئة المغلوبة على أمرها إلى تشكيل شركة مساهمة, ومن ثم طرحها للاكتتاب بدون علاوة إصدار وبقيمة اسمية لا تتجاوز عشرة ريالات, وبهذه الطريقة سيتمكن كل مواطن سُرق منزله من استعادة قيمة مسروقاته من أرباح أسهم الشركة التي تم تخصيصها له, دون عناء التنقل بين مراكز الشرطة ويادار ما دخلك لص!