بورصة الشعر المحكي

بورصة الشعر المحكي

بدأ الشاعر ماجد الشاوي في تحديث النص المحكي ولحق به بعد ذلك الكثير من الشعراء الشباب في ذلك الوقت أمثال فهد عافت ونايف صقر ومساعد الرشيدي وناصر السبيعي وغيرهم من الشعراء الذين سمّيت مرحلتهم بمرحلة "شعراء الثمانينات" كنايةً عن زمن ظهورهم، في تلك الفترة ظهرت أصوات عديدة مرتفعة تحاول الارتقاء بصراخها على تجربتهم علها تستطيع بذلك إسكات هذه الأصوات الشابة أو التشويش عليها في أفضل الأحوال، كان ذلك من فئةٍ تعتقد أن هؤلاء الشباب يفسدون الذائقة ويعبثون بالتراث، وشيئاً فشيئاً خبت هذه الأصوات وانطفأت جذوة احتجاجاتهم، ووصل الحال ببعض الكلاسيكيين إلى الاعتذار مسبقاً من الحاضرين قبل إلقاء قصيدته على اعتبار أنه لا يجيد كتابة القصيدة الحديثة، لم تطل المدة التي تسيّد فيها هؤلاء الشباب الإعلام لأسباب لا نعلمها وحاولنا فهمها من خلال المقال السابق "شاعر فوّار" وما زلنا نحاول العثور على الأسباب الحقيقية، ظهر بعد هذا الجيل جيلٌ جديد لم يضف على تجربتهم شيئاً يذكر، اللهم إن اعتبرنا "النكتة" تحديثاً، أو قلنا إن العودة لكتابة المطوّلات فتح مبين في تاريخ الشعر المحكي، ولكي نسمي الأشياء بأسمائها نقول إن هذا الجيل الذي ظهر بعد جيل الثمانينات كان من أبرز أسمائه الشعراء حامد زيد و سعد علوش ومحمد بن الذيب ونواف الدبل وعلي بن حمري، وكما حدث مع جيل الثمانينات من صراخٍ متعالٍ ومحاولة إسكات حدث مع هذا الجيل الشيء نفسه، لكنّهم استمروا في طرح نتاجهم وحصدهم "للنجومية" غير آبهين بما يحدث حولهم من جلبة، حتى أن بعض الكلاسيكيين الذين تحدثنا عنهم قبل قليل وقلنا إنهم كانوا يعتذرون عن كلاسيكيتهم قبل إلقاء قصائدهم عادوا لإلقائها دون اعتذار مسبق، ثم حدث لهذا الجيل ما حدث لسابقه، انطفأت جذوة حضورهم الإعلامي وبدأت الشاشات والصحف في تلميع صور لشعراء آخرين غيرهم، الشيء المزعج فعلاً هو هذا المؤشر الذي ارتفع مع جيل الشاوي إلى الأعلى حتى قارب نقطة تشابه نقطة الـ"22" ألفا في سوق البورصة السعودية ثم هوى بعدها بذات السرعة التي كان يصعد بها، حتى استقر به الحال في المراوحة ما بين الـ"8" آلاف والـ"9"آلاف، وعلى هذا القياس "يحلو" لنا طرح السؤال "المرير" كما في كل مرّة" ترى هل يشبه مستقبل الشعر المحكي في الخليج مستقبل البورصة السعودية؟"

الأكثر قراءة