برد الموادع

برد الموادع

للحزن أجواؤه الساحرة مع هذا الشاعر، حزن يجعل شعر القارئ "معلّقاً" بين نشوةٍ سعيدة بالشعر و حزنٍ يتنامى بهدوء مع حزن النص، طارق اليحيا قادر دائماً على خلق دهشة غريبة وجديدة في نفس قارئه.

رحلت.. وكل فرحٍ داسته خطوات رجلينك
معاك دموع عيني، وانكسار، وصوت لوّامي
وأردد "وينك"، وكن الكلام احتكرته "وينك"!
وأنا بأرض الفراق ألبس طموح بـْأستر أوهامي!!
شريت الحلم ورد وقلت أصفّه في بساتينك
ولكن كتّف أسلوبك يديّ ومات قدّامي
شعرت إن صدّتك شق بشفايف فرحي، ولينك..
سراب، وكن ريقي ذكرياتك وأعشقك ظامي
كتبتك ألف بيتٍ رجّحوا كفّة موازينك
الين اكتظت أوراقي حنين، وجفّت أقلامي
أعد اللحظة اللي كنت أحبّك وألعن "اثنينك"
هذاك اللي خذاك! استغفر الله "أتعس أيّامي"!!
تربّع يا العذاب بْوسط صدري، دفّ كفّينك
حسيبك ما بعد رمّد مصابه والجَمر حامي
اقلّب هالجروح اللي جنيت وشايف بـْعينك
أنا كل ما أضيق، افهق ضلوعي، وأدفن آلامي!
معاد القلب قلبي من خذيته، ربي يْعينك
تبي فوق الذنوب اللي عليك تجمّع آثامي!
وقفت بهالظلام أرجي ضياك ومدّة ايدينك
الين اجتاحني برد الوداع وفتّت عظامي
وعدّيت المكان اللي تجي له كنت من حينك
دقيقة! بـآتكفّن بالوفا وآنكس أعلامي!
وقف قلبي! وكن النبض يتبع قرع رجلينك
رفاقه، كل ما تقفي، أحس بـْلحظة إعدامي
كثر ما كانت أحلامي جسد، ويـْتمتم بـْ"وينك"!
كثر ما كان صدّك سيفٍ أقشر قطّع أحلامي
لذا لا شفت موتي لا تضيق، وبيني وبينك
تيسّر للوداع، وخلّني.. بآموت قدّامي!

الأكثر قراءة