الأحد, 4 مايو 2025 | 6 ذو القَعْدةِ 1446


إضاءات حول ميثاق أخلاقيات مهنة التعليم في المملكة

الميثاق في اللغة: يقال الميثاقُ والمَوْثِقُ كمَجْلِس العهْدُ صارت الواوُ ياءً لانكِسار ما قَبْلها قال الله تعالى: (وإذ أخذ الله ميثاق النَّبيين) أي: أخذَ العْهدَ عليهم بأن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم وأخذ العهد الاستحلاف والجمع مواثيق.
الميثاق في الاصطلاح: العهد والتحالف والبيعة والأمانة ومنه قوله تعالى: (واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم به) وقوله تعالى: (الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق).
الميثاق الأخلاقي: وثيقة عهد تتضمن قواعد ومبادئ مهنية.
ولقد حدد إعلان مكتب التربية العربي لدول الخليج أخلاق مهنة التعليم بأنها الإطار الذي يعني مجمل ما يشعر كل مدرس مخلص لمهنته أنه يتعين عليه مراعاته في أداء الواجب وقيامه، وجاء تعريفه وفقاً لميثاق أخلاقيات مهنة التعليم في المملكة العربية السعودية بأنها السجايا الحميدة والسلوكيات الفاضلة التي يتعين أن يتحلى بها العاملون في حقل التعليم العام فكرا وسلوكاً أمام الله وولاة الأمر وأمام أنفسهم والآخرين وترتب عليهم واجبات أخلاقية.
وإدراكاً من صانعي القرار التربوي بالمملكة العربية السعودية لأهمية مهنة التعليم تم اعتماد ميثاق أخلاقيات مهنة التعليم في المملكة العربية السعودية وفق التوجيه السامي الكريم رقم 211/م ب في 8/1/1427هـ.
ولقد أكد إعلان مكتب التربية العربي لدول الخليج لأخلاق مهنة التعليم، والذي وافق عليه المؤتمر المنعقد بالدوحة بدولة قطر في الفترة من (3 – 6 رجب 1405هـ الموافق 24/27 آذار (مارس) 1985م) أن التعليم ذو قداسة خاصة، ويجب على القائمين به، حق الانتماء إليه إخلاصاً في العمل وصدقاً مع النفس والناس، وعطاءً مستمراً لنشر العلم والخير والقضاء على الجهل والشر. وإن المعلم صاحب رسالة يستشعر عظمتها، على المعلم أن يعتز بمهنته ويتصور رسالته لتنأيا به عن مواطن الشبهات ويدعواه إلى الحرص على نقاء السيرة وطهارة السريرة، حفاظاً على شرف مهنة التعليم ودفاعاً عنها.
والمواثيق الأخلاقية كميثاق الأخلاقي لمهنة التعليم من المواضيع التي يجب أن تستثار وتنشط بطرق عدة كالدورات التدريبية والمشاغل التربوية وأوراق العمل والمحاضرات والندوات واللقاءات والحوار المتبادل بين المعلمين وزملائهم المشرفين التربويين, وذلك لتكوين استجابة إيجابية نحوه. فالنمو المهني للمعلم لن يتأتى إلا باتجاه إيجابي ورغبة من المعلم نفسه كذلك الحال علاقة المعلم بطلابه وبأسرهم وبالمجتمع المدرسي والمجتمع الخارجي.
وعلى متخذ القرار التربوي أن يثير الاستعداد والرغبة لدى ممتهني التعليم حتى يكونوا راغبين متجهين نحو مبادئ الميثاق الأخلاقي للمهنة ويؤمنوا بها وبأفكارها ومراميها وبالتالي تفعل بطريقة إيجابية تنعكس على مخرجات التعليم وعلى المجتمع والأمة.
وتشير دراسة باجاج bajaj إلى وجود علاقة بين اختبار مهنة التدريس والاتجاهات الإيجابية نحو المهنة, حيث إن الميل إلى اختيار مهنة التدريس يتعلق باتجاهات المدرسين أنفسهم فالعديد من الدراسات تشير إلى أن اتجاهات طلاب كلية التربية تتسم بالإيجابية نحو العمل بالتدريس كلما زاد مستوى المعلومات والخبرات التي يحصل عليها الطلاب خلال دراستهم, وأن هناك ارتباطاً ذا دلالة إحصائية بين نمو اتجاهات المعلمين وكمية المعلومات النفسية والتربوية. وتشير دراسة (فهمي) التي أجريت بالمملكة العربية السعودية أن للسنوات الدراسية التي يقضيها الطالب في كلية التربية أثراً في تعديل الاتجاهات عند الطلاب نحو مهنة التدريس, وهذا يعطي دلالة على أن الإعداد العلمي والثقافي والتربوي والنفسي بجانب الخبرات والمواقف العملية التي يتعرض لها المعلم والمواقف الإيجابية تساعد على تنمية وتدعيم اتجاهاتهم نحو الميثاق الأخلاقي لمهنة التعليم.
ويتفق علماء النفس على أن الاتجاه مكتسب, ويتكون حسب ما يتوافر لدى الفرد من معلومات, من هنا فلا بد من توفير المعلومات اللازمة للمعلمين عن الميثاق الأخلاقي لمهنتهم حتى يصبح لديهم اتجاه إيجابي نحوه, وهذا ما يشير إليه (نشواني) حيث يذكر أن الاتجاه ينطوي على ثلاثة مكونات أساسية هي: المكون العاطفي الذي يؤثر في قبول الموضوع أو رفضه, والمكون المعرفي, والذي يتضح من خلال المعلومات والحقائق الذي يعرفها الفرد عن الموضوع, والمكون السلوكي ومن خلال هذه المكونات الثلاثة يتحدد الاتجاه نحو القبول أو الرفض, ولكي يتكون هناك اتجاه مقبول نحو ميثاق أخلاقيات مهنة التعليم فلا بد من توافر المعلومات اللازمة عنه بالوسائل المتاحة.

مدير مركز الإشراف التربوي في شمال الرياض

الأكثر قراءة