باحث طبي: الألعاب الإلكترونية أهم مسببات صرع الأطفال
أكد الدكتور فهد الخضيري عالم أبحاث في مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض أنه تم اكتشاف بعض من أهم مسببات مرض الصرع بين الأطفال ومنها الألعاب الإلكترونية.
وبين الخضيري في حديث مع "الاقتصادية" أن الجلوس أمام الألعاب الإلكترونية لفترات طويلة يؤدي إلى شد عصبي يؤثر على أداء المخ للأطفال؛ معللاً بأن معظم هذه الألعاب تعتمد على عنصر السرعة والمفاجأة؛ وتتطلب أخذ الحيطة والحذر وسرعة التصرف مما يجعل الطفل متحفزا طوال فترة اللعب, وهذا يؤدي إلى التوتر والشد العصبي والإجهاد, وقد يحدث أن يخطئ الطفل أو يخفق في تسجيل الهدف أو النجاح في اللعبة مما يجعله يقوم ببعض الحركات اللاإرادية للتعبير عن شعوره فيضرب الطاولة أو يضرب بصوت عال أو يشتم.
من جهة أخرى قال الدكتور أيمن إمام إخصائي مخ وأعصاب لـ "الاقتصادية" إن بعض الألوان -وخصوصا اللون الأحمر- تؤثر تأثيرا سلبيا على شبكية العين، وأضاف مستشهدا: " في دولة اليابان عندما حصلت لـ600 طفل مشكلات من مشاهدة البوكيمون، وأصابت 300 طفل منهم بتشنجات، ثبت من خلال المعاينة أن اللون الأحمر وبعض الألوان الصادرة من الشاشة كانت مسببة لهذه التهيجات؛ ولذلك وضعت مقاييس للشاشات الإلكترونية وإضاءتها حتى يتم تلافي مثل هذه المشاكل".
إلى ذلك ذكر الدكتور يوسف السيد إخصائي مخ وأعصاب أن هناك نوعا جينيا يسمى الصرع الأولي (صرع عام) يثيره النظر للتلفزيون والألعاب الإلكترونية، وأن 30 في المائة من أمراض الصرع ترجع لأسباب غير معروفة، بينما 70 في المائة منها تنتج من التهاب في المخ، والحوادث وشرب الخمر وارتفاع الحرارة المستمر؛ لذلك ينصح الأطباء مرضى الصرع بالنوم العميق والراحة.
ويضيف الدكتور السيد أن الإحصائيات أثبتت انتشار مرض الصرع بنسبة عالمية في الآونة الأخيرة، حيث اتضح أن بين 100 شخص هناك شخص واحد مصاب بالمرض، أي بمعدل 270 ألف شخص مصاب في السعودية.
علاج الصرع بـ "الفول"
الجدير بالذكر أنه تم أخيرا اكتشاف علاج يتعلق بمرض الصرع اكتشفه كل من العالم السوداني البروفيسور مصطفى عبد الله محمد صالح أستاذ طب أعصاب الأطفال في كلية الطب في جامعة الملك سعود، والبروفيسور علي أحمد مصطفى أستاذ علم الأدوية في كلية الطب في جامعة الملك سعود (سابقا)، والغريب في الأمر أن العالمين استخلصا دواءهما من "الفول" الذي اكتشفا أن فيه مادة تقي –بإذن الله- من تشنجات الصرع.
وبدأت الدراسة بملاحظة البروفسور مصطفى عبد الله محمد صالح، أن نسبة الإصابة بالصرع في السودان تقل كثيراً عن مثيلاتها حيث تتراوح بين 0.9 إلى 1 من كل 1000 طفل في المراحل الدراسية قبل الجامعة، مقارنة بنسبة 2.6 من كل 1000 طفل في الأرجنتين في أمريكا الجنوبية، وما يقارب تلك النسبة بأمريكا الشمالية، أما في الدول الإفريقية المجاورة للسودان جنوب الصحراء فإنها تصل إلى ثلاثة أضعاف النسبة الموجودة في أوروبا وأمريكا؛ وبما أن الفول يمثل الوجبة الرئيسية للإفطار في مدارس السودان وبيوته -كما أنه يدخل أيضاً في وجبة العشاء- جاءت فكرة تقصي إن كان يحتوي على مادة تقي من حدوث الصرع. وقد تمت هذه التجارب بالاشتراك مع البروفيسور علي أحمد مصطفى، وحقنت مجموعة من فئران التجارب بمادتين تؤديان إلى التشنجات الصرعية ثم الوفاة، هما الاستريكنين والبيكروتكسين، وكانت بعض هذه الفئران قد أعطيت قبل نصف ساعة -عن طريق الفم- عصيراً مركزاً من الفول بعد غليه وسحنه بالطريقة التي يؤكل بها، كما حقنت مجموعة أخرى بدواء الفاليم (وهو دواء رئيسي للتشنج). ووجد أن الصرع المؤدي للوفاة قد قل بنسبة الثلثين (66 في المائة) في الفئران التي أعطيت الفول قبل حقنها بمادة الاستريكنين، مما يدل على أن الفول يؤدي مفعوله عن طرق مستقبلة القلايسين بالجهاز العصبي، وهي التي تتفاعل معها عدة أدوية منها الفاليم، ولإثبات ذلك تم حقن مجموعة من الفئران التي أعطيت الفول بدواء الفاليم قبل حقنها بمادة الاستريكنين وفي هذه المجموعة كانت نسبة الوقاية من الصرع المؤدي للوفاة كاملة (100 في المائة) بعد ذلك تم تحليل نقطة من عصير مسحوق الفول المركز وفصله كيميائياً ومعه نقاط من أدوية الفينوباربتون والفاليم ومادة القلايسين وقد وجد أن نقطة الفول تزامنت في سرعتها مع نقطة القلايسين. وقد تم الاتفاق مع البروفسور / استيفن تشاكر بجامعة هارفارد بالولايات المتحدة الأمريكية ـ وهو مرجع عالمي في أبحاث النباتات الطبية المعالجة للصرع ـ لإجراء بحوث مشتركة في هذا المجال و ذلك لتحديد المستقبلة العصبية التي يؤدي الفول من خلالها عمله في تثبيط التشنجات الصرعية، ولفصل المادة الفعالة فيه كدواء طبيعي ـ بلا مضاعفات ـ يقي من الصرع ويعالجه.
من جانبه أكد البروفسور مصطفى عبد الله محمد صالح، أستاذ طب أعصاب الأطفال بكلية الطب بجامعة الملك سعود أن كل أدوية الصرع التي توجد حاليا لها مضاعفات جانبية وقد اهتم العالم الآن باستخلاص أدوية للصرع من النباتات الطبية مبينا أنه إذا تم استخلاص المادة الفعالة للفول يمكن إيجاد علاج فعال للصرع بلا مضاعفات جانبية تذكر، وأضاف أنه توجد في جامعة هارفارد في الولايات المتحدة وحدة كاملة للأبحاث في هذا المجال بقيادة البروفسور استيفن تشاكر.