الشكولاتة السوداء والقلب
يتلذذ معظمنا بتناول الشكولاتة وخاصة في المناسبات السعيدة، وأصبح الكثير من الناس يقدمونها مع القهوة العربية عند استقبال الضيوف، ولقد كثر الجدل حول مضار وأهمية الشكولاتة على صحة الإنسان، ولقد أثبتت بعض الدراسات التي قامت بدراسة أهمية الشكولاتة على الصحة تميز الشكولاتة السوداء عن الشكولاتة البيضاء بتأثيرها على ارتفاع ضغط الدم، وقد أجريت هذه الدراسة على مجموعة من الأشخاص تراوح أعمارهم ما بين 56 و73 عاما يعانون ارتفاع ضغط الدم واستخلصت تأثير مادة الفلافنوييد flavonoids على ارتخاء وتمدد الشرايين، حيث إن هذه المادة توجد في الشكولاتة السوداء بكميات عالية، كذلك أوصت هذه الدراسة بعدم الإفراط في تناول الشكولاتة وخاصة للأشخاص المصابين بالسمنة، وقد أثبتت دراسة أجريت في بريطانيا أن مادة الفلافونييد الكيماوية، والتي تدخل في تكوين حبوب الكاكاو، والتي لها تأثير طبي على تحفيز ضخ الدم إلى شرايين الدماغ, وبالتالي تقلل من ضعف الذاكرة عند البعض وخاصة كبار المسنين؛ لذا ينصح بإعطاء مشروب الشكولاتة الغني بهذه المادة لزيادة القدرات الذهنية.
كذلك أظهرت دراسة أجريت على أشخاص بالغين أصحاء لا يعانون من أمراض أن تناول الشكولاتة أدى إلى تحسين أداء الأوعية الدموية لهؤلاء الأشخاص، كما أجريت أيضا دراسة على مجموعة من الهنود في بنما لمعرفة تأثير مشروب الكاكاو على هؤلاء الهنود الذين يتناولون المشروب بانتظام فلوحظ أنهم لا يعانون من ارتفاع ضغط الدم ولم يظهر أيضا انحلال الخلايا الدماغية عند المسنين منهم، كذلك أوضحت دراسة أن تناول الشكولاتة السوداء يوميا يؤدي إلى تأثير تناول الأسبرين في الوقاية من تجلط الدم وانسداد شرايين القلب، وقد استخلصت من هذه الدراسات التوصيات أن الشكولاتة السوداء الغنية بمادة الفلافانوييد هي التي تسهم في تمدد وارتخاء الشرايين وبالتالي تعمل على تحسين أداء الأوعية الدموية، إلا أن الشكولاتة البيضاء الغنية بالحليب ليس لها هذا التأثير، وفي المقابل أوصت الدراسات بعدم الإفراط في تناولها؛ وذلك لارتفاع مستويات السعرات الحرارية والدهون المشبعة فيها والتي لها تأثير والتي لها تأثير على شرايين القلب، كذلك أوصت بتناول الشكولاتة لاحتوائها على مضادات الأكسدة الغنية بها (فيتامين C – E)، وبعض العناصر المعدنية كالحديد، أيضا يفيد تناول الشكولاتة الغنية بالمكسرات من الحد من ظهور التجاعيد، وأخيرا تعمل الشكولاتة على إثارة المشاعر والأحاسيس وذلك لتأثيرها على الأجزاء الموجودة في المخ الخاصة بتحريك وإثارة المشاعر.
*متخصصة في التغذية