أترحم على بن محفوظ ما دام في جسمي عرق ينبض وروح يسري..
ذهلت بموت الشيخ محمد بن سالم بن محفوظ يوم الثلاثاء 17 ربيع الأول للعام 1429هجرية الموافق 25 مارس 2008 ميلادية وقت غروب الشمس ومع أذان صلاة المغرب بعد أن مرض قرابة العام والنصف وعصته قدماه يوما قبل شهر من وفاته وسقط مغشيا عليه واشتد عليه المرض الذي مات فيه وفارق الحياة وانتقل إلى الدار البرزخ التي تنتهي بالبعث, قال الله تعالى "ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون" ذهلت وصدمت على الرغم من علمي التام بمرضه وخطورة حالته. ذهلت لأنه كان لي أكثر من أب زوجة كنت أرى فيه الرجل بكل معانيه وصفاته وتفاسيره ونماذجه وفي مواجهاته لكل الظروف والحالات والأزمات وفي تعاملاته مع الناس.
كان كبيرا شامخا, شامخ عائلة ابن محفوظ الكريمة شامخ الهامة والقامة والمكانة والذات والقلب والعقل والعلم والأخلاق. كان وفيا، صادقا سباقا للخير منصفا عادلا قائد حكيما متواضعا عمليا كريما ابن كريم أصيلا مع أفراد عائلته وقبيلته حريصا على متابعة أحوال الناس من أقرباء وأصدقاء وأرحام وعاملين، حريصا على مشاعر الآخرين، من حوله كان محبا لزوجته السيدة ( زين عبدالعزيز كعكي) عادلا حنونا مع أولاده طيبا مع أزواج بناته فخورا بزوجات أبنائه مرحا مع أحفاده، صديقا مخلصا لوالدي فؤاد عبد الرحمن كيال ومن قبله عمي المرحوم عبد الجليل عبد الرحمن كيال.
لهذا كله لن أنساه أبدا ولن ينساه أحد عرفه, ومن كان بهذه الصفات والطباع لا ينسى أبدا ولا يعدم الحب ولا يعدم الذكرى الطيبة والاستغفار له. معه كان الوقت يمضي بمتعة، معه كنت أتعلم دروسا في الحياة والعمل والإدارة وفن التعامل، معه الحديث يحلو ويطيب أكثر عندما يكون هو المحدث, معه مرت أحلى الأيام معه كانت أحلى الذكريات والرحلات والآن أعجز وتعجز الكلمات ويعجز اللسان عن وصف حزني حتى ألقاه.
هذه هي سنة الحياة ياأبا الوليد أودعك وأستودعك عند الله الغفور الرحيم وأعدك أنه مهما مرت الأيام وسنوات الحياة الدنيا لن أنساك ما حييت فيها وحمدا لك يا رب وشكرا ومغفرة منك ورحمة لعبادك المؤمنين الذين فارقوا الحياة وتركوا الدنيا فأصبحوا من سكان القبور ومن أهل البرزخ إلى يوم البعث والنشور وصلاة وسلاما على سيدنا محمد الذي اخترته لجوارك بعد أن بلغ الرسالة وأدى الأمانة والذي خاطبته بقولك الحكيم في القرآن الكريم (إنك ميت وإنهم ميتون) اللهم اجعله من المحمودين والسالمين والأحياء والمحفوظين.