جمهور كبير ودعم معنوي ومادي في ليلة الشعر والخير
لم نكن نعتقد أن العمل الخيري والأمسية مدفوعة الثمن سوف تستطيع في يوم من الأيام أن تكسر الحاجز النفسي عند جمهور الشعر في حضور أمسية يقف على بوابتها بائع تذاكر، إلاَ أن الأمسية التي نظمتها الجمعية النسائية الخيرية لمتلازمة داون "دسكا" مساء الأربعاء الماضي الموافق 18/3/1429هـ نجحت في تقديم أمسية عامرة بالشعر والحضور والتشريف السامي من قبل الأمير فيصل بن فهد بن مقرن بن عبدالعزيز الذي أعلن في منتصف الأمسية عن تبرعه بمبلغ 30 ألف ريال لصالح الجمعية عن والدته ريما بنت هذلول بن عبدالعزيز.
الأمسية
بدأت الأمسية عند نحو الساعة الثامنة والنصف مساء وقد امتلأت المقاعد بمحبي الشعر ومحبي فهد المساعد الذي ابتدأ الأمسية بقصيدة وطنية قال عنها إنها أشبه بالأوبريت وكانت كذلك لاشتمالها على عدة مقاطع موزعة بين التفعيلة والعمودي وبين مواضيع عدة تغنت بتراب الوطن ومواطنيه وحكامه، ألقى بعدها قصيدة في الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود أمير منطقة الرياض قائلاً إنها مناسبة جميلة أن تكون الأمسية في مركز الأمير سلمان الاجتماعي لما عرف عن سموه من أنه صاحب أيادٍ عامرة بالعمل الخيّر وداعيةً له، بعدها بدأ الشاعر فهد المساعد في مشوار الغزل الطويل كما عرّف به قبل البداية ألقى خلال هذا المشوار مالا يقل عن ثماني قصائد من قصائده المعروفة كانت في معظمها تلبيةً لطلبات الجماهير الغفيرة التي حضرت الأمسية, ثم اختتم الأمسية بقصيدة رثاء في والده, غفر الله له.
الوجوه الإعلامية
حظيت الأمسية بحضور عدد كبير من الشعراء والإعلاميين المعروفين منهم عبدالله ناصر العتيبي رئيس تحرير مجلة فواصل ومحمد الخضيري مدير تحرير مجلة فواصل ويوسف الكهفي وعبدالله الراجح الذين كانوا يتولون مهمة إدارة الأمسية بالإضافة إلى الإعلامي همام بن ناصر الجريد منسق الجمعية والمذيع بقناة المجد, ومن الشعراء علي بن حمري وعبدالله الكايد وبركات الشمري وصالح العبدالكريم وعبدالله الراشد ومطلق بن شويه.
الحضور النسائي
عبر الدوائر التلفزيونية تابع الأمسية عدد كبير من محبات الشعر دلّ على ذلك صوت إحدى منسقات الأمسية وهي تطلب منهن التزام الصمت لكي يستطيع الجميع متابعة الأمسية بهدوء، تنبيهات المنسقة وصلت إلى أسماع الحضور أثناء إلقاء فهد المساعد واحدة من قصائده فاضطر إلى الصمت وسط ضحكات الجمهور.
طفل من القصيم وعائلة من مكة
أثناء الأمسية وجه المساعد تحية لعائلة جاءت من مكة لحضور فعاليات اليوم العالمي لمتلازمة داون والتي من ضمنها هذه الأمسية وأهداهم قصيدة قالها في حادث استشهاد طالبات في حريق شب في مدرستهن في مكة المكرمة، في المقابل أدهش الطفل عبدالعزيز بن صالح العنزي (13 عاما) الحضور بترديده قصائد الشاعر فهد المساعد أثناء إلقائه لها وتذكيره بكثير من الأبيات عند سقوطها من ذاكرة شاعرها، هذا الطفل جاء من القصيم لحضور الأمسية وطلب من الشاعر التوقيع له على ديوانه المطبوع.