مضارب بالقسوة
كبير شعر وشعور، علمنا هذا "الكبير" شعرا أن الحزن لا يعيب عندما يخرج من صدور "الكبار"، راضي الشعيلي ممن قدموا مسيرة شعرية يرضى عنها من تابعها حتما، يقدم لـ "بالمحكي" نصا سيرضي قرائها، ويغرقهم بحس لم يسبق أن غمرهم من خلال نص، نراهن على ذلك.
يا موعد الترحال لا عاد طاريك
ولا عدت يا ذاك الطريق الضبابي
يا أبو المتون اللي توحش مساريك
يا منتوي طور الشقى والعتابي
لا والله الا لا هلا بك ولا ابيك
أخفيت والا يدري اللي درابي
وفلتعلم إني يا المُنادي مُناديك
يا المستريب.. اللي يهمك ذهابي
أنا امس.. يا عل الولي ما يوريك
شي رهج هجف الضلوع وغدابي
والبارحة قال الهوا بالشبابيك
والسمع عيا لا يصير انسيابي
والريح تجلد ذيك وتعدل بذيك
وتملي حفيفٍ سطوته تنقرابي
واليوم وضعي صعب لا اخذ ولا اعطيك
وبكرا على ركبها تراجف ركابي
خوف الخطا مما حصل للصعاليك
يجبر مفاتيحي على قفل بابي
وأنت اندفاعي ما ترتب دعاويك
سقت الركايب بالمهب الترابي
إفرض حكوا لك عني التاجر البيك
واطرز بسلك الخمسميّة ثيابي!
وانت اطرف الأخبار تلعب وتثنيك
وصدقت وأحلامك تعيش التصابي
وافرض كذا سويت شبيك لبيك
وكشفت بالصدفة خبايا حسابي
وأصبحت لا نقدي ولا تغطية شيك
والفقر يبني عشته بالمخابي
وصار الكلام اللي سمعته درابيك
وشفت الهبابي يستضيف الهبابي
وشفت الهبني وأنت تكرم مخابيك
واحتار فكرك كيف أجهز زهابي
وقلبتها..كذيا ..وكذا.. وركبت "هيك"
وعابت.. وقال الفهلوي يا خرابي
يا هل ترى.. كيف الطواري توديك
وهل ممكن أحظى من لدُُنك بثوابي
بل علني ممن لهم في تجافيك
صدق المربي لا جفاف المرابي
أما بعد يا مسرمدتني معانيك
يا متوج اصداري ودفة كتابي
اعكس لي اللعبة بلبيك شبيك
واكتب جنابي تحت حضرة جنابي
ولف الشريط وفلني بين اياديك
وشف وحشتي لو قدر الله غيابي
ويا موعد الترحال لا عاد طاريك
يا اللي مضارب قسوتك تنقرابي