النظارات السوداء القاتمة تؤدي إلى اتساع بؤبؤ العين وتلحق به الضرر
ازدادت ظاهرة النظارات الشمسية المغشوشة وغير المطابقة للمواصفات الصحية انتشاراً نظراً لرخص أسعارها، ولم يقتصر انتشارها على الأرصفة والأسواق الشعبية بل وصل إلى مراكز ومحال النظارات المتخصصة، وعلى الرغم من حدوث وعي جماهيري لابأس به حول مخاطر تلك النوعية من النظارات إلا أن العديد من الناس يجهلون كيفية اختيار وشراء نظارة شمسية صحية وآمنة.
ويقول لـ "الاقتصادية" الدكتور وليد الجلاد استشاري أمراض العيون في مركز الدكتور سليمان الحبيب الطبي إن عدسات النظارة الشمسية السليمة من ناحية صحية يجب أن تكون من النوع الذي يمتص 95 في المائة على الأقل من الأشعة فوق البنفسجية، وألا تقل عن 80 في المائة بالنسبة للأشعة تحت الحمراء، وبالتالي لابد من شراء النظارات التي تتوافر فيها هذه الخصائص، والتي يمكن الكشف على عدساتها من حيث مقدرتها على الحماية ضد الأشعة باستخدام أجهزة خاصة في محال النظارات، مشيراً إلى أن العدسات ذات اللونين البني أوالرمادي هما الخيار الأفضل، حيث يتميز البني بأفضل حماية للعين من الإشعاعات، واللون الأزرق الذي يؤثر في التركيز بينما، تتميز العدسات الرمادية بعكسها للألوان، إضافة إلى تحقيق أفضل رؤية عند القيادة والاستخدامات العامة والرياضات المائية.
وحذر الدكتور الجلاد من ارتداء النظارات السوداء القاتمة حيث تؤدي إلى اتساع بؤبؤ العين والإضرار به، وهذا الاتساع في بؤبؤ العينين يسمح لأشعة الشمس فوق البنفسجية باختراق أعمق داخل العينين حيث إن عدسات النظارة (حتى ولو كانت قاتمة) لا تستطيع أن تمنع بشكل كامل اختراق الأشعة فوق البنفسجية للعدسة، أما العدسات الصفراء والبرتقالية الخفيفة فتؤدي إلى ضعف القدرة على تمييز الألوان وبالتالي صعوبة التمييز بين إشارات المرور الضوئية مما يعرض السائقين الذين يستخدمون هذه الألوان إلى الحوادث في إشارات المرور، بينما العدسات ذات اللون الأخضر وكذلك الرمادي الأسود الخفيف أفضل من العدسات ذات اللون الوردي أو الصفراء.
وأضاف أنه عند ممارسة الرياضات المائية أو قضاء بعض الوقت على الشاطئ يفضل استخدام النظارات الشمسية البارزة التي تلبس حول العين وتربط حول الرأس ويجب التأكد من عدم إحكامها حول العينين وأنها لا تسبب طبقة من الضباب على العدسات عند التعرض لرذاذ الماء عليها.
وعن ارتداء النظارات الشمسية في غير أوقاتها أو أماكنها المناسبة قال الدكتور الجلاد إن استخدام النظارات في الأماكن الظليلة أو داخل المنزل أو مكان العمل يؤدي على المدى الطويل إلى نقص وضعف قدرة العينين الطبيعية على التكيف مع ضوء الشمس العادي وذلك ضمن قاعدة (قلة الاستخدام تؤدي لفقدان الوظيفة)، وبالتالي فإن استخدام النظارات الشمسية في الأوقات والأماكن التي لا تحتاج إلى استخدامها، يؤدي إلى حرمان العينين من فرصة التدريب على التكيف الناجح والفاعل لضوء الشمس الطبيعي ، وفي ختام حديثه حذر الدكتور الجلاد من أن استخدام النظارات الرديئة وغير المطابقة للمواصفات الطبية ستنعكس بالأثر السلبي على العيون.