حمى الأمسيات
بدأت أعراض حمى الأمسيات تطغى هذه الأيام على أحاديث الشعراء هنا وهناك، الكثير من الشعراء يبحثون عن واسطة لضمان أمسية واحدة على الأقل، حيث لا معايير تحكم مسألة الاختيار سوى المصالح الشخصية والحضور الإعلامي والقدرة على إضحاك الجمهور، من هنا نعرف أن الرقم المفضل لمقاعد الشعراء في تنظيم الأمسيات هو ثلاثة مقاعد، وبقسمة بسيطة نجد أن مقعدا سيذهب للشاعر المعروف إعلامياً, ومقعد سيذهب للشاعر القادر على إضحاك الجماهير أو إلهاب أكفهم بالتصفيق "لهياطٍ" غير مسبوق, والمقعد الثالث سيذهب لصاحب الحظ السعيد القادم بكرت واسطة! تتناقل الأفواه هذه الأيام عروضا مضحكة من بعض المنظمين لتقاسم قيمة المشاركة مع الشاعر المدعو، وآخر يشترط توجيه تحية خاصة له وللجهة المنظمة للأمسية مع ذكر المسؤولين واحداً واحداً، وآخرون يشترطون رفع الصوت إلى أقصى درجة ممكنة، هذه الأحاديث استقصيناها فوجدناها صحيحة للأسف، وكنّا من قبل نعلم ولكننا ذهبنا خلفها لعلها لا تصدق ولو لمرة واحدة.