شاب سعودي يقترح مشروعا لحل أزمة الاختناقات داخل أنفاق المشاة في المشاعر المقدسة

شاب سعودي يقترح مشروعا لحل أزمة الاختناقات داخل أنفاق المشاة في المشاعر المقدسة

تعاني مكة المكرمة نسبة تلوث عالية نظرا لتوافد الحجاج والمعتمرين إليها من كل فج عميق إذ تكثر الاختناقات المرورية وما يصاحبها من عوادم السيارات إضافة إلى النفايات المتكدسة بعد موسمي الحج والعمرة، فضلا عن مخلفات السكان الأصليين بيد أن نسبة التلوث تزداد في الأنفاق المنتشرة في أم القرى والمواقع التي لا تحظى بتهوية كافية، إذ يتعرض كثير من الحجاج والمعتمرين وكذلك العاملين في أنفاق مكة لكثير من المخاطر نتيجة التلوث العالي.
من هذا المنطلق استطاع شاب سعودي لم يتجاوز 22 عاما ابتكار مشروع لحل أزمة التلوث داخل أكثر من 52 نفقا في العاصمة المقدسة، يقول الشاب حمد سعود الذيابي والذي على وشك التخرج في جامعة أم القرى، تخصص هندسة حاسبات، "فكرة مشروعي هذا جاءت بناء على حادثة اختناق حجاج بيت الله الحرام في أحد أنفاق المشاة في مكة المكرمة قبل ما يقارب عشرين عاما وذهب ضحيته عشرات من الحجاج وأنا في الحقيقة لم اشهد تلك الحادثة ولكني سمعت عنها من والدي وإخواني الأكبر مني سنا فأصبحت أتخيلها وأتخيل مسبباتها وكيفية تفادي حدوثها مرة أخرى - لا قدر الله - وهو أقل ما أفكر فيه كمهندس حاسبات واقتراح الوسائل التقنية المناسبة لحل مثل هذه المشاكل. وتقوم الفكرة على وجود حساس أكسجين وحساس حرارة داخل النفق (وهمي) مع وجود غرفة مراقبة مزودة بتقنية مراقبة النفق وما بداخله من توربينات هوائية في الطرف الآخر بحيث يقوم حساس الأكسجين بقياس نسبة الأكسجين داخل النفق ومن ثم يتم إظهار النسبة المقاسة على شاشة رقمية موجودة في غرفة المراقبة. وبناء على هذه النسبة المقاسة فإنه يتم تنفيذ آلية تشغيل التوربينات الهوائية داخل النفق فإذا كان النفق يحتوي على عشرة توربينات هوائية مثلا وكانت نسبة الأكسجين عالية ( تكون نسبة الأكسجين عالية عندما لا يكون النفق مزدحما) فإننا نحتاج إلى تشغيل توربينين هوائيين فقط ومن ثم يتم تشغيل جميع التوربينات الهوائية داخل النفق آليا، كل توربينين يتم تشغيلهما لمدة معينة ثم التوربينين اللذين بعدهما وهكذا على جميع التوربينات داخل النفق بالتناوب آليا وبهذا نكون قد حافظنا على كفاءة التوربينات سواء من كثرة تشغيلها أو كثرة إطفائها وبهذه الطريقة استطعنا زيادة عمر الآلة (التوربينات الهوائية) وكذلك توفير تكلفة الصيانة الدورية سنويا لهذه التوربينات".
وأضاف الذيابي "أما إذا كانت نسبة الأكسجين المقاسة من قبل الحساس الإلكتروني منخفضة ( تكون نسبة الأكسجين منخفضة عندما يكون النفق مزدحما "في وقت الحج والعمرة ") فإنه يتم تشغيل التوربينات الهوائية كلها بشكل آلي حتى تتحسن نسبة الأكسجين وإن لم تتحسن لا قدر الله فإنه يتم تشغيل إنذار صوتي في غرفة المراقبة لاستدعاء التدخل البشري. أما بالنسبة لحساس الحرارة الإلكتروني فعند حدوث حريق – لا قدر الله - أو ارتفاع الحرارة لدرجة عالية جدا فيتم تشغيل إنذار صوتي في غرفة المراقبة للإنذار بذلك ومما يميز غرفة المراقبة المصممة أنها مزودة بمفاتيح تحكم ضوئية لكل توربين هوائي موجود في النفق بحيث لو حصل أي عطل - لا قدر الله - لأحد التوربينات الهوائية فلا نحتاج في صيانته إلى قطع الطاقة عن التوربينات الأخرى بل نستطيع التحكم في طاقة كل توربين وحده، أي عند صيانة التوربين المتعطل نستطيع قطع الطاقة عنه هو فقط وإمكانية اختباره بعد الصيانة دون التأثير في عمل التوربينات الأخرى وذلك يتم من غرفة المراقبة المصممة".
وقال "نستطيع أن نلخص الفوائد الجبارة لهذا المشروع في توفير تكلفة الصيانة الدورية للتوربينات سنويا, توفير تكلفة الطاقة المستنفدة من قبل التوربينات بنسبة تصل إلي 50 في المائة, إمكانية التحكم في التوربينات الهوائية عن بعد، ويخدمنا المشروع كثيرا من هذه الناحية وذلك عند حصول أي عطل في التوربينات في وقت ازدحام النفق لصعوبة الوصول إليها وقت الزحمة".

الأكثر قراءة