بين الشعر والموسيقى

بين الشعر والموسيقى

من يقوم بتركيب الكلمة على اللحن هل يقال له ولو "مجازاً" شاعر؟ الحقيقة أن هذا السؤال يعيش في داخلي بلا إجابة شافية منذ زمن، هناك استثناء يحقق القاعدة، ولكن هناك أيضاً استثناء يجعل القاعدة هشة وعائمة إلى عائمة جزئياً، الأخوان رحباني مثلاً، قاما بتركيب كثير من الكلمات على كثير من الألحان الجاهزة سواء كانت لهم أو كانت من مقطوعات موسيقية معروفة لمؤلفين موسيقيين عالميين كموزارت الذي ألفوا كلمات أغنية "أنا وياك" على واحد من مؤلفاته الموسيقية المعروفة، وأنا هنا وللأمانة لا أدعي معرفة المقطوعات الموسيقية العالمية لا لموزارت ولا لغيره، ولكنها المصادفة التي حدثت حين كنت أبحث في نغمات الجوال فوجدت نغمة باسم "موزارت" واكتشفت أنها هي نفسها موسيقى ولحن أغنية السيدة فيروز "أنا وياك"، منذ ذلك الاكتشاف وأنا أبحث في عالم الكلمة واللحن بشكل أوسع، وفي عالم الرحابنة أكثر، هذا العالم الذي استقى واستسقى ـ أيضاً ـ من كل الثقافات موسيقى وكلمة وحكمة خصوصاً في المسرحيات السياسية، هذه القاعدة العائمة لم تكن لسواهما، اللهم إن جردنا زياد رحباني من جنونه الخاص الذي يجعلك تستبدل الدجاجة والبيضة في الجدل العقيم إلى اللحن والكلمة ومن أتى منهما قبل الآخر في ذهن زياد ابن أم زياد!، أمّا لماذا جعلوا القاعدة هشة وهم الاستثناء الذي يقوّيها ويثبتها، فلأن الكلمة في أغنياتهم راقية جداً وذات فكرة وصورة مبتكرة في كثير من الأحيان، وحين تذهب بأذنك أو عينك ـ لا فرق ـ باتجاه الأغنية العربية الحالية فإنك ستستمع إلى لحن راقص وتوزيع موسيقي مزعج وكلمة لا تعني شيئا، وإن عنت فهي لا تعني شيئا أيضاً!.

الأكثر قراءة