عظيم شعور
عندما يفقد الإنسان ثقته بمن كان يوليه الثقة يجنح إلى التعبير عن سخطه وندمه وانكسار روحه، إلاّ أن الشاعر هو أكثر بني الإنسان قدرة على تصوير هذا الألم، وكلما كان الشاعر أكثر شاعرية كان تصوير الألم في نصه أقدر على إيصال هذا الألم لقارئه، محمد السبيعي قبل هذا النص هو شاعرٌ قادرٌ على بعث الصورة والشعور في بيد الورق الأبيض، وفي هذا النص كان أكثر إبداعاً وجمالاً، لله أنت يا محمد..
يمر القلب فـي شـارع غرامـك مـن ثـلاث شهـور
عليه من الولـه حلّـه ، ومـن حـزن البطـا حلّـه !
توقّف له طيوفك عنـد بابـك لا عبـر ، بـ( الـدور)
ليـا منّـه حضـن واحـد ، قفـاه الثـانـي وتـلّـه!
مـع إنـك تـارك الديـره ، وبيتـك يعتبـر مهجـور
رفضـت أوجّـه إحساسـه علـى فرقـاك ، وآدلّـه!
على هـالحال ، والدنيا رحاهـا بـ( الغيـاب ) تـدور
وصبحك في قفـى ليلـك ، "يعصـر القلـب ويذلّـه"!
أجاهد عبرةٍ تاقـف مـن الضيقـه فـ( حـد ) الـزور
ودمـعٍ مـا جـرح خـدّي ، سبقـه الكـمّ وإشتلّـه!
اشيّد سور هقواتـي وتقصـف بـ( الغيـاب ) السـور
تعقد الحبل لـ( غيابي ) ، لـ( عين ) وصالـك آحلّـه!
أعالج بـ( الصبر ) جرحي ، ولا مثـل الصبـر دكتـور
وأكسّـر بـ( إبتساماتـي ) يديـن الحـزن ، وآشلّـه!
واحلب المـزن فـي صـدرٍ ضلوعـه مقفـرات وبـور
شوي شـوي ليـن أجنـي حصـاده ، شيحـه وفلّـه!
وفي وجه الفضـا المظلـم ، أطـش النـور تلـو النـور
وفي ليلٍ حجاجـه سمـح ، أقنّـد لـ( الفـرح ) دلّـه!
والى فرّع بصيص الفجر عن وجهـه ، صحـى عصفـور
يطيـر وناصيـة ريشـه مــن الاشــواق مبتـلّـه!
عشان اكسب رضا قلبك ، ولا أجعل خاطرك مكسـور
لو إنّه ما حصـل وصلـك ، خليـل وحافـظٍ خلّـه!
عظيم شعور بـ( حضورك ) ، وبـ( غيابك ) عظيم شعور
على خبرك ، اعشـق الوصـل وآدوره ، واعمـلّ لـه!
واقدّر من يقدّرني ، واعـاون ، واستمـع لـ( الشـور (
واعدّي لـ( الرفيق ) إن زل ( من طيبـي ) ميـة زلّـة!
ولا فكّـرت لـو طـوّل غيابـك ، انتقـم وآثــور
تطمّن ، ما طرى فـي بـال خلّـك هـ( الأمـر ) ، لله!
مصيرك تكتشف ذنبـك بنفسـك فـي ثـلاث شهـور
وتطعن بـ( الوصل ) هجرك ، وتلبس لـ( اللقا ) حلّـه!