مفاهيم جديدة لأغاني القرن 21.. "الرشوة" تخدم الثقافة!
شيخة الجابري.. الكبيرة قدراً وعمراً، شعراً وصحافة، قرأت أنها دخلت ميدان الصحافة قبل أن أولد بعامين، ما يعني أنها عايشت أكثر من جيلين من الشعر والفن والأدب، جيلها وجيل آبائها وجيلنا نحن، أفتت بأن تاكسي العروج "مفاجأة فنية رائعة"، وقالت: استثمر العروج الكلمة واللحن بالشكل الهادف الذي يخدم الأغنية والثقافة العامة!
بالله هل هذه المفردات تخدم الثقافة العامة "سيدا..كاهي.. تاكسي..ودبل"، وهل "بعطيك دبل يا التاكسي" فيها خدمة عامة، لو شئت تحليلا فهذه رشوة لا تخدم لا ثقافة ولا مجتمعا ولا عاما ولا خاصا، وهل: "خذني لها لا أسوي شي في نفسي" تخدم الثقافة؟! تحليلا هذه دعوة للانتحار لأجل الحب! لكن يا شيخة.. الأغنية أقل من أن نحللها حتى أو أن تخضع للنقد والتأويل، وتقول شيخة مخاطبة الملحن العروج: "مسؤوليته وغيره ممن يؤمنون بالقضية في الرسالة الفنية وهم قلة"! بالله عليكم أين الرسالة في هذه الأغنية التي سأقدم لكم كلماتها هنا؟
"تاكسي العروج" أغنية احتفي فيها بشكل غريب وبثتها الإذاعة الرابعة الإماراتية يوميا ما لا يقل عن خمس مرات، وحتى حينما لا تبثها يغنيها أحد مذيعي القناة بشكل تهريجي أثناء برنامجه المسائي! لست ضد أن تحب شيخة الأغنية فكما يوجد مستمع "يسلطن" مع "كتبت اسمك على صوتي" قد يوجد مستمع "يسلطن" مع "روح سيدا سيدا"، لكنني صدمت بشاعرة كنت أظنها مؤتمنة على الشعر والأدب الشعبي!
كلمات الأغنية التي لحنها وغناها مشعل العروج، ولا أعرف الشاعر العظيم الذي كتب كلماتها تقول:
ياالتاكسي خذني لها ياالتاكسي
وبسكتك خلنا نمر ناخذ عطر رومانسي
مشتاقة حبيبتي مشتاقة خذني لها
خذني لها لا اسوي شي في نفسي
روح سيدا سيدا
وخذ يمين.. تالي يمين..
كاهي هناك تنطرني
أرجوك لا تأخرني
خذني لها خذني لها
واعطيك دبل ياتاكسي
ماافيني
اصبر انا مافيني
فيني وله كبر السما والشوق سهر عيني
لالا لالا
ياعمي لا تحاجيني
خلني أرد على هالمسج
تبي تعرف أنا ويني
سيداا سيدااا
واخذ يمين
بعد يمين
كاهي هناك تنطرني
تقول شيخة الجابري القائمة والمشرفة على صفحات تعنى بالأدب الشعبي في مجلة خليجية: "أطلق العروج مفاجأة فنية رائعة هي أغنية التاكسي التي ذاع صيتها بين الجمهور والمتابعين والمستمعين! لما حملته من بساطة الكلمات ورهافة في الحس! وتلقائية في أداء العروج أوصلته إلى قلوب الملايين! فقد أضفى التنوع في السيناريو قيما جديدا على رسالته من خلال الأب الذي يريد الوصول بسرعة لحضور حفل تخريج ابنته أو الحبيب الذي يركض بخاتم الخطبة نحو فتاة جميلة تنتظره بلا إسفاف! ملاحظة وحيدة لفتت انتباه المتابعين هي استخدام مجاميع الراقصات، فيني وله كبر السما هذه وحدها قصيدة"، هكذا تقول شيخة!
يا شيخة فيروز قالت "قد السما بحبك"، وأنا وغيري من صغار وكبار ونساء ورجال يقولون لمن يحبون "بحبك قد السما"، أو غيرها من المفردات التي نربط عظمة اشتياقنا فيها بالسماء، يعني شاعرك اليوم لم يأتِ بقصيدة جديدة شاعرك قال "سيدا..كاهي.. تاكسي..ودبل" هل هذه اللغة نصرة للشعر وللأدب الشعبي!
وأما رسالة السيناريو فبصراحة هذه نكتة إضافية، فأن يأتي بشيء بهذه السطحية ليغنيه ويقدمه بسيناريو مقنع بأبوته فهذه مصيبة أخرى، وهل ثمة أب ذاهب لتخرج ابنته يقول "مشتاقة حبيبتي مشتاقة"! أما الراقصات، فمن يدري يا شيخة ربما تعمد الملحن/المغني الذي تمتدحينه أن يفاجئك كما فاجأتنا مفاجأتك! سلامة ذوقك يا شيخة وكل مفاجأة وأنتم بخير.