لا تبحثوا عن وظيفة!

لا تبحثوا عن وظيفة!

أيهما أفضل، موظف حكومي مغمور لا يتجاوز راتبه ثلاثة آلاف ريال، أم مالك لمغسلة سيارات ؟ والإجابة في رأيي هو مالك المغسلة، الإنسان الحر، الطموح الذي بدأ عاملاً في المغسلة، وأصبح يملكها، ويخطط لتوسعتها من خلال افتتاح فروع أخرى، ولقد سرني كثيراً ما قرأته في تقرير صحيفة "الاقتصادية" بتاريخ (10/5/2008) عن الشبان السعوديون الذين يعملون في مغسلة السيارات في "بريدة" والذين قال أحدهم " أين وزير العمل ؟ أريد أن ألتقط صورة معه " حينها تبادر إلى ذهني تساؤل أيهما أفضل أن يزور القصيبي هؤلاء الشباب ويشجعهم؟ أم أن يكون داخل القاعة التي دار فيها الحوار الوطني حول توظيف هؤلاء الشباب علماً بأن تلك القاعة في المدينة نفسها "بريدة" التي فيها المغسلة، ووجدت أن حضوره لمناقشة عامة الشباب أفضل، ولكني قلت في نفسي إن الدكتور القصيبي رجل قيادة يمتلك رؤية وفكرا عظيما ولن يرد هؤلاء الشباب لو عرف بأمنيتهم، وبالفعل هاهو يتفضل برسالة شكر وتشجيع لهؤلاء الشباب عبر الاقتصادية في تاريخ (17/05/2008), فشكراً للوزير الذي ظن الكثيرون في بداية تسلمه الوزارة أنه يسير عكس التيار وأنه لن يحقق الهدف المنشود، ولكنه بدأ يبرهن لنا كل يوم في تحقيقه إنجازات مهمة أسهمت في توظيف الشباب السعودي وتغيير الفكر السائد عن العمل والبطالة " الاختيارية " كما يُسمِّيها ، والحقيقة أن دعم شباب الأعمال في رأيي هو أفضل الحلول التي يستطيع وزيرنا الفاضل استخدامها لتوظيف الشباب فبدلاً من أن يكون الشاب السعودي باحثاً عن وظيفة، يصبح مالكاً لعمل يوظِّف من خلاله آخرين ويسهم في دعم الاقتصاد الوطني، لذلك من المهم أن نسهم في دعم وإنشاء حاضنات لشباب الأعمال في جميع مناطق المملكة، كما أتمنى أن تسهم وزارة العمل بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة في تبني تأسيس بنك لتمويل شباب الأعمال يقدم قروضاً ميسرة للشباب دون ضمانات "يدار بعقلية تجارية " وفي الإمكان الاستفادة من نظام "صندوق المئوية " وحين يكون ذلك فسيندر العاطلون عن العمل ، بل سيكون لدينا شباب أعمال يوظفون شباباً آخرين.

*رئيس لجنة شباب الأعمال في القصيم

الأكثر قراءة