د.التويجري في خطبة الجمعة: البطالة هوان .. وتنوع المهن تكامل

الشيخ الدكتور صالح بن عبد العزيز التويجري عضو هيئة التدريس في جامعة القصيم وإمام وخطيب جامع الرواف ألقى خطبة حول موضوع العمل تفاعلا مع ما نشرته "الاقتصادية 2" في العددين الماضيين، وننشر هنا مقتطفات لأهم ما ورد فيها.

الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وبعد:
فإن دين الإسلام يؤكد على العزة ومن مصادرها الاستغناء عن الناس لأن البطالة والمسألة هوان وضعف. وهذه الحياة تقوم على عمارة هذا الكون "واستعمركم فيها" وتنوع المهن سر التكامل فالكل مسخر للآخر "ورفع بعضكم فوق بعض درجات" فكل صاحب عمل محتاج إلى غيره في صنعته ومسخر وهو لا يشعر بصرف النظر عن نوع العمل ولهذا جاء الناس مختلفين في قدراتهم وطموحاتهم وهمهم وأحاسيسهم ليقوم كل فرد بدور قد
لا يحسنه غيره بل ويغتبط به ويغار من الأقران والشركاء وهذه الحكمة الإلهية من ثمارها شغل كل الفرص وتقديم كل العروض لئلا يتعطل الكون أو تقف عملية النمو ولقد استغناء الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بالعمل بشتى أنواعه فمنهم النجار والحداد والتاجر والراعي فقد رعى الرسول صلى الله عليه وسلم لأهل مكة على قراريط.
وكلها تعبر عن حاجة الناس إلى المهنة نالت بذلك مزيدا من الشرف والمكانة وتعلم الناس من أشرف الأعمال وتتفاوت درجات المقامات بحيث مستمرة فالطب والهندسة والزراعة والتجارة والنظافة والأعمال الورشية وغيرها.
والأمة الواعية التي تحدد توقعها من هذا العالم هي الأمة العاملة وأخطرها يواجه الإنسان البطالة والهوان وتكفف الناس. واني لآسف لأناس قد يترفعون عن بعض المهن بزعمهم ويضعون أنفسهم في طوابير المسألة وتمنن الناس وحسبك هبوطا بالإنسان إلى درجات التسول والمسألة التي حذر منها الإسلام.
والمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير والقوة معبرة في كل شيء عن قوة إيمان وأمانة وإتقان عمله ونحن في زمن تكاثر فيه الناس وتترقب حاجاتهم وأغرقت البلاد بطوفان العمالة الوافدة التي ضيقت الفرص واستنزفت الأموال وجلبت معها في معظم الأحوال عادات وتقاليد بلادهم . وهنا يتأكد علينا الرفع من مستوى الشباب وتجهيزهم بدورات تدريبية على مختلف المهن ليكونوا على مستوى المنافسة مع العمالة وليكون التاجر مطمئنا على ثروته.. وإنه لمن دواعي الشعور بالغبن أن تتدرب العمالة الوافدة على أرقى وأحدث الأجهزة في كل المجالات ويحرم منها شباب الوطن.
فحري بنا جميعا التنادي في الإشادة بكل عضو فاعل ورصد الطاقات المميزة وفتح المجال لهم ليأتي اليوم الذي نكتفي ذاتيا بسواعد وأفكار وثروات أبناء الوطن..