مبروك على إيش؟

مبروك على إيش؟

زميلنا محمد علي العمري شاعر جميل وصحافي أجمل، هكذا أراه أنا وعويناتي من زمان، قبل أسبوعين من الآن عرض عليه الزملاء في "فواصل" الإشراف على ملف "الشعر" في المجلة خلفا للشاعر الجميل فهد المساعد، واتفق الطرفان على العمل، وما كان هاتف الخلوق محمد "يركد" بعد ذلك من أفواج المهنئين! واللي يعزم على "عشاء" واللي طلق إلا يسيل الدم! أخيرا الرجل أغلق هاتفه وقال: "علي وعلى الاتصالات السعودية، مش حـ ارد"!
ما يحير في أمر ساحة الشعر والشعراء هو أن المفترض في أبطالها وشخوصها أن يكونوا مثقفين غير مهوسين بالظهور وأضواء الإعلام، إلا أن ساحتنا "السايحة" من كثر ما فيها عالم "مثقفة" يباركون على إشراف أحد ما على ملف للشعر! لأنه ملف شعر في مجلة شعر! يعني "يا حظه" ينشر اللي يبي! ولم يلتفتوا إلى أن "المجلة" تبحث دائما عن مصلحتها بتقديم الجميل لقرائها، و"الموظف" يبحث عن تقديم عمل جيد يضيف إلى رصيده المهني علوا ورقيا، وكل هذا ليس فيه مباركة، جل ما سيكون هناك من "الأوادم" الفاهمة انتظار عمل الرجل إن نجح فيه لم يكن مستغربا عليه وعلى الذين اختاروه لهذه المهمة، فهو حقق للمجلة والقائمين عليها النتيجة التي توقعوها منه، وإن فشل – وهو أمر مستبعد – فهو أمر لا يهنأ على قبله وبعده!
هناك فرق بين "وفقك الله وأعانك على الجهد" وبين "مبروك" في لبهما وقالبهما من القائل والمخاطب، وهو الفرق نفسه بين عقلية من يراها عمل ومسؤولية، وبين من يراها "وناسة ينشر على كيفه"!

الأكثر قراءة