الموسم الطبيعي لنزول الأمطار
بداية من هذا الأسبوع الموسم الطبيعي لنزول الأمطار على شمال ووسط وشرق المملكة ومعنى ذلك أنه إذا سقط مطر بعد هذا التاريخ فيكون على غير عادته وشاذا ويتزامن ذلك مع غياب نجم المرزم وبداية مربعانية القيض تقريبا.
ويعد مناخ المملكة مناخا صحراويا وذلك لتميزه بقلة سقوط الأمطار وعدم انتظامها، مع ارتفاع درجة الحرارة في الصيف وانخفاضها في الشتاء ويقل سقوط الأمطار من الشمال إلى الجنوب. وجل أمطار المملكة أمطار شتوية لأنها تتبع مطريا حزام منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط وذلك لتأثير الرياح الشمالية الغربية، كما تسقط صيفًا على إقليم عسير بتأثير الرياح الموسمية الجنوبية الغربية المقبلة من المحيط الهندي ويلاحظ على أمطار المملكة ما يأتي:
1- أنها تسقط فجأة ثم تنقطع فجأة دون انتظام في وقت سقوطها في فصل الشتاء، أما في الصيف فهي أكثر انتظامًا على إقليم عسير.
2- أنها تكثر نسبيًا في بعض مناطق المملكة وتقل أو تنعدم في مناطق أخرى. فهي على مرتفعات عسير أكثر من هضبة نجد في الوسط وأكثر من المنطقة الشرقية.
3- أنها تتذبذب بين عام وآخر، فهي قد تكثر في عام وتقل أو تنعدم في أعوام أخرى.
والسبب الذي يجعل أمطار حوض البحر الأبيض المتوسط قاصرة على فصل الشتاء هو أن هذا الحوض يقع في أغلب العام في مهب الرياح التجارية الجافة ولكن في فصل الشتاء تزاح الدورة العامة للرياح كلها صوب الجنوب متبعة في ذلك الوضع الظاهري للشمس التي تكون في وضع عمودي على مدار الجدي وبذلك يدخل حوض البحر المتوسط تحت تأثير الرياح العكسية المطيرة التي تهب على أوروبا ومعنى ذلك أن الشتاء الفعلي يبدأ في شمال المملكة والأردن والعراق ودول الشام عندما تهب الرياح الغربية الممطرة وحين تظهر الانخفاضات الجوية العرضية وعلى رأسها منخفض قبرص الجوي الشهير الذي يجلب معه المطر.
فإذا كانت السنة مطيرة فالمعتاد أن يكون هطول الأمطار في بداية الموسم قليلا لكنه مطرا عاما ثم يزداد نزول الأمطار تدريجيا أما في نهاية الموسم فيكون هطول الأمطار بشكل متفرق وبغزارة ثم يقل نزول الأمطار بالتدريج حتى ينتهي الموسم وهكذا.
ومما ينبغي الإشادة إليه أن نهاية نزول الأمطار يكون بداية لظاهرة احتباس الهواء وجفافه ويصاحبه الحر اللاهب الذي لا يطاق وكذلك الإحساس بطول النهار وقصر الليل مما يؤدي إلى الارتفاع التدريجي لدرجة الحرارة بشكل يومي الباعث على السأم والملل.
عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك
باحث فلكي 2