شبان سعوديون يديرون مطعما للوجبات الإيطالية في المدينة المنورة
حين تجلس في مقعدك, بانتظار فنجان القهوة الذي يسبق الطعام الإيطالي لهذا المطعم والمقهى في آن واحد لا تتوقع أن يأتي إليك كما جرت العادة من تحتاج معه إلى تكسير الكلام أو الحديث بلغة غير لغتك أو لهجة غير لهجتك إن كنت من مواطني هذه البلاد.
سيأتيك نادر سمارة أو معتز أو أحد زملائهما وأقاربهما في الوقت ذاته برداء هو ذات الرداء المميز لمضيفي المطاعم والمقاهي ولكن بلغة غير تلك اللغة المعتادة فهذه لغة تحتفل بالضيف على طريقتها السعودية وبشكلها المديني المميز وتضفي على شعور مرتادي المقهى والمطعم زخما جديدا لا يستطيع شرحه إلا المضيفون أنفسهم.
يقول معتز: قد يحصل أحيانا أن نفاجأ بزبون يصر على أننا أجانب بترديده لنداء يا "صديق" يا "رفيق" برغم كل تلك اللهجة السعودية التي نسكبها على أذنه في تسويقنا وتقديمنا مشروبات المطعم ومأكولاته وكأننا نقسم أننا من أبناء هذا البلد غير أن كثيرا من رواد المطعم والمقهى يعطون لنا زخما إيجابيا رائعا مع إشعاع الفرحة الظاهرة على محياهم حين يعرفون هويتنا ويميزون لهجتنا لتلاحقنا دعواتهم بالتوفيق إلى دواخل أعماقنا فتخلق الأمل والسعادة وتبعث النشاط والجدية وحب العمل في نفوسنا.
يضيف نادر سمارة وهو الشاب الأكبر سنا الذي يتولى عملية المراجعة والحسابات لإيرادات المحل ولا يجد حرجا في أن يملأ مكان زملائه الأقارب حين يغيبون أو يشتد الزحام عليهم: حصلت قصص كثيرة في ظرف الأشهر الثلاثة الماضية, التي أعقبت فتح المحل غير أنها في مجملها مشجعة وتظهر ثقافة جديدة بدت تتوالد لدى مجتمعاتنا في تقبل هذا النوع من العمل.
وحول بداية الفكرة يقول سمارة: كانت الفكرة بدعم وتشجيع من والدي للقيام بإنشاء أول مطعم يقدم المأكولات الإيطالية إلى جانب القهوة الإيطالية وتولى الوالد تصميم الديكورات وبعض محال الأقارب قدمت مواد الألمنيوم للبناء واستطاع المشروع أن يظهر على الأرض رغم كثير من الصعوبات.
ويفضل سمارة الاعتماد على الأقارب ليكونوا زملاء العمل ويشكلون فريقا متجانسا غير أن العمل لا يعرف مجاملات لاعتبارات عائلية, إذ إن دفتر القيد يسجل الحضور والانصراف للشبان السعوديين الخمسة الذين يقدمون الطعام والمشروبات كما هو الحال لفريق الطباخين من المغرب.
وهنا يفسر سمارة عدم وجود سعوديين في فريق الطهاة, إذ يعيب سمارة وزملاؤه على المسؤولين عن التدريب في السياحة والفندقة عدم وجود أقسام تدرب على طهي الطعام بطرق عالمية شهيرة كالطريقة الإيطالية المفضلة لدى كثير من السعوديين.
وعلى ذكر السياحة والفندقة يلفت شبان المطعم إلى الدور المهم الذي قامت به كلية السياحة والفندقة في المدينة المنورة على تجهيزهم لممارسة هذا الدور ومساعدتهم على تطبيق ما تعلموه داخل أروقة الكلية في كثير من الفنادق ذات المستويات الفندقية العالية حتى تمكنوا من الوصول إلى تأسيس عمل خاص بهم.