حفر الباطن: إسناد نظافة 200 مدرسة بنات إلى نساء سعوديات
طرحت إدارة التربية والتعليم – بنات – في محافظة حفر الباطن مشروعا استثماريا مهمته القيام بتنظيف وتهيئة جميع مدارس البنات (200 مدرسة من جميع المراحل الدراسية تحتضن نحو 2400 فصل دراسي) حسب الحاجة وظروف المناخ السيئة وما يسبب تلوث هذه المرافق المدرسية بالأتربة والغبار والقيام بإزالتها لتكون ذات بيئة صحية ملائمة وفق المعايير التي تتوافق مع الأجواء الدراسية الخالية من العوائق المترتبة على ذلك.
وقال عبد العزيز النصار مدير إدارة التربية والتعليم (بنات) في محافظة حفر الباطن، إن المشروع جدير بأن يضعه المستثمرون من الجنسين سواء رجال أعمال أو سيدات أعمال في أجندتهم، وإن كان التفضيل ينصب في صالح سيدات الأعمال بحكم أن أنشطته مختصة بالنساء، حيث إن العمل سيكون داخل مدارس البنات في المحافظة.
وأشار النصار إلى أنه أثناء جولاته على مدارس البنات بعد انتهاء الدوام الدراسي وجد عمالة رجالية تدور في الحرم المدرسي ابتداء من غرفة المديرة فغرفة المعلمات، إضافة إلى الفصول الدراسية، وهو منظر يتطلب التوقف عنده كثيرا، حيث إن هناك خصوصية نسائية يجب ألا يطلع عليها الرجال الغرباء بأي حال من الأحوال، ما دعا إلى طرح هذا المشروع والذي من خلاله يكون التواصل بين الإدارة والإشراف من جهة والعاملات من جهة أخرى بدون حواجز وكذلك بعيدة عن الاختلاط الذي يسهم إسهاما كبيرا في تشجيع المرأة على الدخول في هذا المجال وتكون مشاركتها فاعلة في تنمية الاقتصاد الوطني ويساعدها في التغلب على معوقات التمويل وتعزز المبادرة والاستثمار لسيدات الأعمال السعوديات والتعرف على أهم الجهات الداعمة لقطاع الاستثمار، إضافة إلى التعرف على آليات تمويل هذه الأنشطة من الأعمال. وهذا المجال يعتبر الأول من نوعه في المملكة وفي الوقت نفسه يشجع المبادرات في العمل الفردي والجماعي لمزاولة الأعمال ذات الجدوى الاقتصادية والتعرف على دور التشريعات والأنظمة في انتشار الابتكارات التي تشجع المرأة على المساهمة بالاستثمار بوجه عام ومن خلال توجهات الحكومة الرامية إلى تشجيع سيدات الأعمال وتحفيزهن على الاستثمار في المشاريع المتاحة والمقترحة وما يقتضي ذلك من المساعدة في تجاوز العقبات التي تحول دون نمو الاستثمار النسوي، كما تسعى إلى استقطابها لإقامة مشاريع ذات قيمة مضافة للاقتصاد الوطني وللمجتمع.
وأضاف "ولا شك أن المرأة حظيت بالرعاية والتشجيع وتنال اهتماما خاصا بتشجيع وتوسيع مشاركتها في الحياة الاجتماعية والاقتصادية في بناء وإنشاء المشاريع الخاصة بها، وبمكن للراغبات في الاستثمار بهذا المشروع الجديد والحيوي ذي التجربة الأولى على مستوى المملكة أن يستقين المعلومات والتوجيهات من لدن مركز سيدات الأعمال في المنطقة الشرقية ليكون إطار عمل يقوم من خلاله بحل وإزالة المعوقات العارضة التي يواجهها هذا المشروع وفي الوقت نفسه يكون أداة في تعبئة وحشد جهود سيدات الأعمال والمرأة في محافظة حفر الباطن بشكل فعال لتنمية المزيد من المكاسب التنموية".
وقال إن الاهتمام بدور المرأة دور وطني وخيار مستقبلي يمكن ترسيخه لدور سيدات الأعمال كشريك اقتصادي مهم وليس باعتباره شريكا ثانويا لكنه شريك دائم وثابت يساهم في عملية التنمية المستدامة، وكذلك يمكن توفير العمالة النسائية السعودية المطلوبة في هذا المشروع الاستعانة بالجمعيات الخيرية لكون هذه الجهات لها إحصائية ومعرفة بالأسر المحتاجة والفقيرة خاصة من الأرامل والمطلقات اللاتي يعلن أسرهن وكذلك زوجات المساجين القيام والانضمام إلى هذا المشروع كعاملات أو مشرفات وحسب حاجة المشروع لهن ولا شك أنهن ليس لديهن مانع في ذلك لكونه يزيد من إيراد أسرهن مقابل أعمالهن البعيدة عن الاختلاط الذي لا ترغبه الأسر المحافظة حيث إن الكثير من هذه الشرائح متعففة عن المساعدات رغم حالتهن المادية المتواضعة والمعدمة أحيانا، إضافة إلى أن مثل هذه المشاريع تشجع المرأة السعودية للعمل على تكامل العوامل الجاذبة لها وتكسب أجرا مقابل عمل هي راغبة فيه ويحفظ كرامتها.