جيف بيزوس الملياردير الذي يتاجر في كل شيء
إن أصحاب المليارات من الناس يعشقون الهوايات غير التقليدية. وجيف بيزوس، المؤسس والمدير للمكتبة الإنترنتية، أمازون Amazon من هذا الصنف. فهو بالفعل ملياردير كبير، حيث تبلغ ثروته 48 مليار دولار، ويحتل مرتبة رفيعة في قائمة أكبر أثرياء أمريكا، إذ أنه يسبق ستيفين شبيلبيرج، دونالد ترمب، وديفيد روكفيلير. ™
وبيزوس هذا بوسعه تحقيق هواياته الغريبة:هذا الأمريكي الذي ابتكر التجارة على الإنترنت، يريد قريباً أن يرتحل عبر العالم. ولهذا قام بتأسيس شركة بلو أوريجين، Blue Origin التي تتطوّر في سياتل بصورة سريعة، كما يخطط في تكساس لبناء سفينة فضائية عملاقه. ''بلو أوريجين هي حلمي، وأول إطلاقه لها في الفضاء ستكون عقب انتظار دام من 6 إلى 7 أعوام. وأنا من دون شك أرغب بالتحليق إلى ذلك العلو''. هذا ما أخبرنا به مدير «أمازون» عندما أجرينا معه المقابلة، حيث إن التحليق في الفضاء طالما أسره منذ كان صبيّاً صغيراً.
التجارة في كل شيء
وخلال هذا العام بلغت أمازون عشرة أعوام من العمر، حيث بدأ بيزوس عام 1995 في سياتل ببيع الكتب عبر الإنترنت. وعاماً بعد عام بدأ هذا الرجل البالغ 41 عاماً من العمر بإطلاق مختلف المنتجات، وضم المزيد من الدول، وخطوة تلو الأخرى وصل حجم المبيعات إلى نحو سبعة مليارات دولار في السنة. وتبلغ قيمة أمازون في البورصة نحو 17 مليار دولار أي أكثر مما تحققه مجموعة الشركات التجارية ميترو. وتبيع شركة أمازون في أمريكا ليس الكتب، وأقراص الدي في دي DVD، والإلكترونيات فحسب، بل الآلات الموسيقية أيضاً، وطعام الكلاب، والألماس. فكم عدد الأصناف هنا؟ 30 أو 31 صنفاً حسبما قال بيزوس. لا، بل 32 صنفاً، كما صححته المرأة العاملة في العلاقات العامة. وبالفعل فإنه حتى إنسان شديد التدقيق في التفاصيل مثل بيزوس، قد يفوته شيء ما. ولإشباع توقعات النمو للمتداولين في البورصة، يرزح بيزوس تحت ضغط كبير، بغرض إيجاد مصادر جديدة مدرّة للدخل. فهل توجد أية نهاية لهذا التوسع في الأفق القريب؟ حتى الآن لا، حسب ما يعنيه بيزوس: ''تحظى الإنترنت اليوم، مع كل الأصناف التي تضمها، بنحو 2 في المائة من حصتها في السوق من المجموع الإجمالي للتجارة الشاملة. ويوماً ما يمكن أن تحقق الإنترنت نحو 15 في المائة من حصتها في السوق من خلال التجارة الفردية، إلا أن هذا يستغرق عشرة أعوام أو أكثر''.
اعتقادات سابقة
وفي 1999 اعتقد بعض الناس أن الإنترنت بوسعها التهام نحو نصف التجارة الإجمالية. ''إلا أنني لا أعتقد بذلك''، هذا ما يؤكده بيزوس، وضحكته الضخمة الأسطورية. وبالفعل كان له لقاء مع هذه الصحيفة في 1997، وقيّم هدفه بنحو 15 في المائة حجماً واقعياً من سوق الكتب في تشغيلها على الإنترنت. ويقول: ''الأسواق اليوم كبيرة للغاية، حيث إن 15 في المائة كحصة تُعتبر كافية''. إلا أن من الصعب القول في أية أصناف تفوقت أو انخفضت نسبة الـ 15 في المائة . ''البعض اعتقد أن المنتجات الكبيرة مثل الأثاث، أو تلفزيونات البلازما لا يمكن المتا جرة بها عن طريق الإنترنت. إلا أن هذا نجح بالفعل لدى «أمازون»، وذلك لأن هذه المنتجات يتم نقلها دائماً عن طريق «أمازون»، فلا أحد يتناولها من المحل إلى منزله مباشرة''.
البحث من خلال كل كلمة
وبهدف تحريك حجم المبيعات، يفكّر بيزوس بأمور جديدة دوماً. وما يفكّر به أو يناقشه المستثمرون و تجّار الكتب على مدار عام، تقوم به بالفعل «أمازون». فعلى سبيل المثال، هناك النسخ الضوئي للكتب ''''Scanning. ''يمكن لزبائننا البحث عن الكتب ليس فقط عن طريق العنوان، أو اسم الكاتب، بل عن طريق كل كلمة ترد في الكتاب. ويمكن للناس الآن إيجاد الكتب التي لم يستطيعوا اقتفاء أثرها من قبل. وتظهر الإحصاءات في أمريكا أن حجم المبيعات للكتب ارتفع بنحو 7 في المائة. وحققنا في ألمانيا أكثر من 100 ألف كتاب بنحو 34 مليون صفحة. وهناك '' النزاعات مع المستثمرين الذين يرتجفون على حقوق النشر الخاصة بهم''. و''نحن نجري العديد من المباحثات مع المستثمرين. ولكن في النهاية على المستثمرين أن يقرروا ما إذا كانوا سيسمحون لنا بوضع كتبهم ضمن برنامجنا للبحث الداخلي، Search Program, Inside . وعلى ما يبدو، فإن أغلب المستثمرين راضون عن البرنامج، نظرا لأنه يرفع من حجم مبيعاتهم بالتأكيد''.
المزيد من البحث
وتأخذ «أمازون» كذلك بعض محركات البحث في عين الاعتبار، مثل محرّك A9 الذي يعتمد على تقنية جوجل Google. إن هذا المحرك البحثي لا يبحث داخل شبكة الإنترنت فقط، بل في الوقت نفسه كل منتجات «أمازون». ''ونحن نُظهر لزبائننا صفحات الإنترنت التي زارها مستفيدون آخرون لهم نفس الاهتمام ، وتتوجه محركات البحث الخاصة بنا إلى المزيد من المستفيدين المتخصصين''.
تحميل الأغاني
إن أحد الحقول التجارية اللاحقة التي تريد «أمازون» التقدم من خلالها هو تحميل المحتويات الرقمية كالأغاني. ويقول بيزوس: ''السوق اليوم لا تزال محدودة، إلا أنه على المدى البعيد يُعد حقل الوسائل الإعلامية الرقمية للتحميل أحد اهتمامات «أمازون»، حيث حظينا فعلياً بشركة Mobipocket، وهي عبارة عن شركة رائدة في تقديم الكتب الرقمية. ''وسنقوم بالاستثمار في المزيد من وسائل الإعلام الرقمية، وما نراه اليوم هو الجيل الأول للعروض، حيث سنكون أول من يصعد في الجيل الثاني لسوق الوسائل الإعلامية الرقمية''.
الأجهزة المتحركة
ومن التطورات المستقبلية التي تهدف إليها «أمازون» خلال الأعوام المقبلة دخول عالم الأجهزة المتحرّكة، حيث يقول: ''توجد فرص رائعة للتجارة الإلكترونية بصورة عامة، و في أمازون بصورة خاصة. وسوف تصبح المساحات الإعلامية أهم و أفضل، وأجهزة إعطاء المعلومات سوف تصبح أسهل، كما سترتفع سرعة التحميل. وسيتمكن الزبائن من مقارنة الأسعار بين الأسواق بسرعة وبسهولة، واتخاذ قراراتهم على الفور فيما إذا أرادوا بالفعل شراء المنتج بالأسعار المعروضة''.
التغيير والتطوير
ومن المسائل المهمة بالنسبة لأمازون، البحث في الأشياء التي تريد تغييرها. ''حيث يريد الزبائن مستقبلاً أسعاراً مناسبة أيضاً، وتنوّعاً كبيراً، ونقلاً سريعاً. فنحن نستثمر الكثير في هذا الإطار، إذ أن الكثير من استثماراتنا تهدف لتحقيق الكفاءة العالية''. ففي بعض الأصناف هناك دوماً المزيد من الفرص الكافية لتحسين الخيارات المتوافرة، ولخفض الأسعار، ولرفع سرعة النقل. ''فهذه هي الجوانب الكبيرة المشغّلة للسوق. وكذلك بعد عشرة أعوام سوف نقوم بتحسين الخيارات المتوافرة في أصناف الكتب المتاحة. وتُعد السوق الإلكترونية في ألمانيا دافعا كبيراً ومهماً في طريق النمو. ''وبالتأكيد سنطلق المزيد من الأصناف الجديدة، إضافة إلى الأصناف المتوافرة أصلاً''. ولكن بعض تصريحات مدير «أمازون» حول تقدّم وشيك في سوق الملابس، والحلي، أو المعدات الرياضية،أسيء فهمه.
سوق الصين و«أمازون»
ومن المفترض أن تدخل «أمازون» سوق الصين أيضاً. ''السوق الصينية تنمو خطوة خطوة، ولكنها لا تسير بوثبات كبيرة. وقمنا بالاستثمار في السوق الصينية، وشراء إحدى أكبر الشركات التجارة الصينية على الشبكة''. وهذا الرجل يقفز ويركض بخطى سريعة من خلال «أمازون»، مركز اللوجستيات، حيث يرمق الموظفون رئيسهم من أمريكا بأعين واسعة. وينتظر بيزوس ضم المزيد من الدول في نطاق نشاطاته، وإطلاق المزيد من الأصناف أيضا.