الجوف: ثمانيني يقضي على ذئب بعد أن هاجمه وهو نائم

الجوف: ثمانيني يقضي على ذئب بعد أن هاجمه وهو نائم

ربما سمع الأبناء والأحفاد في جيلنا الحالي عن معاناة أجدادهم في صحاري الجزيرة العربية من مهاجمة الذئاب لهم ولأغنامهم بين الفينة والأخرى أثناء وجودهم في مواقع رعوية، وربما لعب بعض أو شاهد الصغار اللعبة الشعبية (جاكم الذيب) والتي تقدمه فرقة الألعاب الشعبية القديمة كل عام في مهرجان الجنادرية وهي اللعبة التي صاغ طريقتها وقانونها الأجداد بطريقة ترفيهية ذات بعد فلسفي يهدف لتنمية حس الشجاعة لدى صغارهم وتعويدهم على مواجهة الصعاب وكبح الخطر والمحافظة على الممتلكات أهمها قطيع الماشية الذي كان يمثل مصدر الرزق الرئيس لدى كثير من الأجداد من أبناء البادية.
ومع تعدد الروايات القديمة عن المواجهة التي تجمع الذئب بابن الجزيرة كان ولا يزال البعض يراها ضربا من الخيال أو على الأقل لا يتصور حجم المعاناة الحقيقية التي كان يواجهها الأجداد إلا أن بلوتوث المسن فرحان الشراري الذي راج بين أجهزة الجوال في شمال السعودية أخيرا عاد لتجسيد وبرهنة وجود تلك الحقيقة المرة التي كان يعانيها الأجداد في الماضي القديم.
وتعود قصة الشراري الذي أكمل عقده الثامن قبل خمس سنوات تعرضه لمهاجمة شرسة قبل أسبوعين من قبل ذئب مفترس باغته وهو يغط نائماً في ساعة متأخرة من الليل قرب مركز قليب خضر على الحدود السعودية الأردنية، إذ تفاجأ الشراري بذئب ينهش وجهه محاولا قتله ومع مقاومة المسن للذئب الذي أحدث إصابات بالغة في وجه وأطراف المواطن كادت أن تودي بحياته لولا توفيق الله ثم شجاعته حيث تمكن أخيرا وبعد مصارعة تجاوزت عشر دقائق من قتل الذئب بواسطة محش حاد كان يستخدمه في جز الحشائش لأغنامه حيث طعن الذئب في بطنه ليخر صريعاً ويسجل بذلك انتصارا وتكتب له النجاة من موت شبه محقق ومثبتاً للأحفاد حقيقة تلك المواجهات مع الخطر بشتى أنواعه إلا أنها هذه المرة جاءت بالصوت والصورة لتؤكد للجميع معنى الشجاعة والإرادة والتغلب على المخاطر.
وكانت نجاة المسن الشراري وتفوقه على مخالب وأنياب الذئب محل استغراب كثير ممن شاهدوا لقطات البلوتوث بعد نهاية المعركة خاصة أنه بلغ من العمر عتيا لكنه يؤكد أن الحادثة غرست في نفوس الكثيرين معنى الشجاعة التي بدأت تقل في نفوس الكثير من الشباب جراء عدم الحاجة إليها في وقتنا الحالي لكن الإنسان وفي أي لحظة قد يحتاج إلى هذا المخزون من الشجاعة وعدم الارتباك.
فرحان قبلان الشراري الذي يرقد في مستشفى القريات العام بعد أن تم نقله من خلال الهلال الأحمر بمركز العيساوية يتمتع بصحة جيدة ويروي قصته للزائرين الذين تكتظ بهم غرفته في المستشفى إذ يؤكد أن هذه المواجهة هي الأولى له مع ذئب لكنه واجه المباغتة بتصرف حكيم إذ يقول إنه لف شماغه حول رقبته التي دائما ما تقصدها مخالب الذئاب حسب معلومات تلقاها وحفظها من والده وهو صغير ولم تخذله ذاكرته المرتبطة بشجاعته في استعادة هذه المعلومة التي أكل عليها زمن طويل، مؤكدا أن المعركة تجاوزت عشر دقائق وفي أكثر من موقع بدأت على فراش نومه وانتهت خارجه وكان كلما تخلص من الذئب قصد موقع أمتعته بحثا عن المحش الذي ساعده بعد توفيق الله من الإطاحة بخصمه اللدود بعد أن غرزه في بطنه وتخلص منه.

الأكثر قراءة