صديقي.. وقصيدتي
يا صديقي
يا شعاع الضو في ظلماي..
يا آخر طريقي..
يا حقيقي في زمن كذاب..
يا أجمل فرج..
يا أكبر الأبواب..
في تاريخ ضيقي..
كُتب هذا المقطع في "صديقي" ولم أكمله، أحسست أني لم أقبض على صور مناسبة تليق بما أكنه له، حاولت الكتابة فيما بعد وبتحريض مستمر ممن سمعوه من أصدقائي، إلا أنها لم تأت!
.. ومحمد علي العمري لمن لا يعرفه – ولا أعتقد أن هناك من لا يعرفه خصوصا ممن يقرأونني الآن- هو شاعر لا يكتب الشعر، بل يتنفس أجمله، ويزفر لنا الأقل جمالا مقارنة بما يستكين في خلجات صدره، ففي حديثه قصائد قد تتشكل كجمل يلفظها، قد تراها في أفعاله كقناعات تزيد من محبة من عرفوه واقتربوا من هذه القناعات، قد تكون إحدى قصائده الخافية على قارئه - الذي لا يعرفه – فزعة رفيق! كثيرة هي قصائد محمد التي لم تُقرأ حتى الآن، ولن تقرأ إلا ممن يعرفونه وتشرفوا بذلك.
تؤلمني رؤية محمد عندما يكون متعبا لأنه بعيد عن كتابة الشعر، وأقول له: "أنت لست محظوظا كفاية بأصدقائك لترى قصائدهم الخافية عن الناس، فيما أصدقاؤك يتلذذون بقصائدك غير المكتوبة، وجودك يا صديقي أعظم القصائد التي قد يقرأونها في يوم ما"، يهديني ابتسامة (قصيدة جديدة)، ويرميني بتهمة مجاملة (أيضا قصيدة جديدة)، ويغير الموضوع بسالفة (على الأغلب قصيدة جديدة أيضا).
لا أجامل، ولم أجامل، ولن أجامل في مسألة من المسائل، لكنها قناعات تكبر وتتنامى وتصل إلى درجة يستحيل معها أن تأخذ شكلا غير الذي ربيت عليه، فالقصائد ليست فقط كلاما يُكتب، هي أرواح جميلة قد تأخذ أي شكل وتلبس أي ثوب، إلا أن الجمال شرط مهم لاكتمالها، وأنا أرى صديقي كذلك، روحا جميلة تنثر القصائد في كل وقت، حتى لو رأى نفسه غير ذلك.