الجمعة, 2 مايو 2025 | 4 ذو القَعْدةِ 1446


الشيخ الدويش: الترويح يذهب الملل والسآمة وينشط النفس لمعاودة العمل

أوضح الشيخ الدكتور محمد بن عبد الله الدويش الأستاذ في كلية العلوم الاجتماعية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أن البرامج الترويحية يمكن الارتقاء بها والاعتناء بها لتحقق معاني تربوية مهمة، ومن ذلك:
ـ أن الترويح يلبي حاجة نفسية مهمة، فها هي عائشة ـ رضي الله عنها- تحكي عن نفسها فتقول: "كان الحبش يلعبون بحرابهم فسترني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أنظر، فما زلت أنظر حتى كنت أنا أنصرف، فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن تسمع اللهو".
ـ أن الترويح يذهب الملل والسآمة، وينشط النفس لمعاودة العمل، لذا أوصى الغزالي مؤدب الصبيان أن يأذن لهم بالترويح فقال: "وينبغي أن يؤذن له بعد الانصراف من الكُتَّاب أن يلعب لعباً جميلاً يستريح إليه من تعب المكتب، بحيث لا يتعب في اللعب؛ فإن منع الصبي من اللعب وإرهاقه إلى التعلم دائماً يميت قلبه، ويبطل ذكاءه، وينغص عليه العيش حتى يطلب الحيلة في الخلاص منه رأساً".
ـ أن الترويح له أثر مهم في تفريغ الطاقة الهائلة التي يمتلكها الشاب، لذا كثيراً ما يوصي علماء النفس عند تناولهم موضوع الشهوة الجنسية لدى المراهق بالاعتناء بالأنشطة الرياضية.
ـ أن إقامة المربين للأنشطة الترويحية للشباب وتنظيمها لهم يقدم بديلاً يصرفهم عن الأنشطة الترويحية السلبية، كمشاهدة الأفلام والمسلسلات، أو التسكع في الطرقات والأسواق. كما يقدم لهم بديلاً عن ممارسة الترويح مع أصدقاء السوء، وكثير من الشباب كان سبب وقوعهم مع أصدقاء السوء ممارستهم للأنشطة الترويحية معهم.
ـ أن ذلك يمكن أن يكون مُرَغِّباً للشباب في المشاركة في الأنشطة الثقافية والتربوية التي يصاحبها برامج في الترويح، وقد كان صلى الله عليه وسلم يرغِّب الناس على الإسلام بما يحبونه من متاع الدنيا، عن أنس ـ رضي الله عنه - أن رجلاً سأل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ غنماً بين جبلين فأعطاه إياه، فأتى قومه فقال: أي قوم، أسلموا، فوالله إن محمداً ليعطي عطاءً ما يخاف الفقر. فقال أنس: "إن كان الرجل ليسلم ما يريد إلا الدنيا فما يسلم حتى يكون الإسلام أحب إليه من الدنيا وما عليها".
ـ تعويد الشباب على تهذيب الألفاظ وصيانة اللسان؛ إذ الرياضة التي يمارسها الشباب اليوم تولِّد لدى أصحابها حماسة ربما أخرجتهم عن اتزانهم ووقارهم، وحين يمارسون الرياضة في الأجواء السليمة يعتادون حسن المنطق وتهذيب اللسان. وليس مقصدنا في تهذيب اللسان البعد عن الألفاظ المحرمة، فهذه قضية لا نقاش فيها هنا، بل ما هو أبعد من ذلك من حسن العبارة والحلم والهدوء اللائق بالمسلم.
ـ تعويدهم على جعل الترويح وسيلة لا غاية، وعلى إعطائه الاهتمام الذي يتناسب معه دون إفراط وتجاوز، كما هو الحال لدى كثير من شباب المسلمين اليوم.
ـ تعويدهم على المعاني الجماعية، وعلى العيش في إطار أخوي.

الأكثر قراءة