الإنترنت تعمّق ثقافة التشتت والانفصال .. والانتباه مفتاح السعادة

الإنترنت تعمّق ثقافة التشتت والانفصال .. والانتباه مفتاح السعادة

لدينا كم هائل من المعلومات في متناول أيدينا، ومع ذلك، نسعى دائما للحصول على المعلومات عن طريق نظرات خاطفة على عناوين صفحات الإنترنت أثناء انشغالنا بمهام أخرى.
لقد زاد اتصالنا بالإنترنت كما لم يحدث من قبل، ولكننا نتواصل مع أصدقائنا المقربين وأفراد أسرتنا عن طريق الرسائل الفورية ورسائل البريد الإلكتروني، ولحظات اللقاءات العابرة التي تم تحديد موعد لها عشرات المرات، وما أن تتم حتى يتم مقاطعتها بالمداخلات الإلكترونية والمثير من فقدان التركيز.
ينتج عن هذا تراجعا كبيرا في مستوى التواصل الإنساني على الرغم من وفرة وسائل الاتصال وتنوعها والتواصل هنا هو المستوى الأعمق الذي يهدف إليه الاتصال ويمثل ذروة عملية الاتصال.
وعلى الرغم مما لدينا من تقنيات مدهشة وما وصلنا إليه من تقدم علمي، فنحن ننمي ثقافة التشتت والتقطع والانفصال. في هذا العالم الجديد، فقدنا شيئا في منتهى الأهمية وهو الانتباه.
والانتباه هو المفتاح لاسترداد قدرتنا على استعادة التواصل والتأمل والاسترخاء؛ وهو السر في مواجهة هذا العالم المليء بالحركة والمهام المتعددة، هذا العالم شديد الواقعية والعملية الذي لا ولن تهدأ وتيرته أو يصبح أبسط. الاهتمام يجعلنا أكثر ثباتًا وأكثر تركيزًا وغير مشتتين أو منفصلين.
يقدم هذا كتاب العلاج الناجع لما نواجه من تشتت في الواقع الذي نحياه وهو داء عدم الانتباه، وليس مجرد طريقة للتعايش معه. كيف يمكنك التركيز وأنت في حال من التشتت بين متابعة أعمالك عبر هاتفك المحمول والتواصل مع زوجتك في الوقت نفسه؟ في الوقت الذي بإمكاننا فيه الاتصال بالملايين حول العالم، لماذا نعجز عن تنظيم موعد لتناول وجبة عشاء مع العائلة؟ والأكثر أهمية، ما الذي يمكننا القيام به حيال ذلك؟
عبر رحلة مع الكاتبة ماجي جاكسون، وهي تكشف عن الطرق المختلفة التي تؤدي إلى إضعاف قدرتنا على التركيز العميق والمتواصل – اللبنة الأساسية في بناء المودة والحكمة والتقدم الثقافي. من خلال بحثها الشامل لاكتشاف طبيعة الاهتمام ومعرفة أسباب تضاؤله بالتفصيل.
يقدم الكتاب قصصا حقيقية عن علماء ورسامين للخرائط وتجار ومراهقين مندفعين ومحبين حقيقيين منذ عصر التلغراف ومبتكرو الإنسان الآلي الذين صمموا آلات ذكية تجعل حياتنا أكثر سهولة وراحة.
يأخذنا الكتاب من القرن التاسع، حيث جذور حياتنا المتسمة بالواقعية والسرعة، إلى مستقبل مظلم من القصاصات واللمحات، والواقع الافتراضي، وعدم الثقة. يؤكد الكتاب أننا في حالة واصلنا سيرنا في هذا الطريق مع الحالة العامة فإنه ستزيد احتمالات الإصابة باضطراب نقص الانتباه. كما سنتعرض لخطر الحط من قيمتنا الإنسانية وربما يتسبب العصر التكنولوجي الذي نعيش فيه الآن في سقوطنا في هاوية التدهور الثقافي.

الأكثر قراءة