سيارات الآيسكريم في الصيف .. تلوث وفيروسات .. أطفالنا في خطر!

سيارات الآيسكريم في الصيف .. تلوث وفيروسات .. أطفالنا في خطر!

تتكاثر مع لهيب الصيف سيارات الآيسكريم المتجولة في أرجاء مختلفة على الطرقات، المتنزهات والحدائق العامة، وحتى في أزقة ممرات الحارات، وما إن يشاهدها الصغار حتى يلاحقوها، بحثا عن متعة الطعم وإطفاء حرارة الصيف، وهم لا يدركون خطورة ما تخفيه حلاوة الطعم من أمراض وفيروسات معدية تسهم في نقل الأمراض.
ويقول أطباء واستشاريون إن خطورة هذه السيارات المتنقلة تكمن في انعدام سلامة المعدات والأجهزة التي تصنع الآيسكريم، وتعرضها لأشعة شمس حارقة وهواء ملوث، إضافة إلى العمالة التي تستنفر كل طاقاتها من أجل الحصول على المال مهما كانت العواقب.
ويؤكد لـ"الاقتصادية" البروفيسور سليمان الماجد استشاري الأمراض الصدرية والتنفسية، وأستاذ الباطنة في كلية الطب في جامعة الملك سعود في الرياض، أن الآيسكريم الذي يباع عبر سيارات الشوارع المتنقلة، محضر بطريقة غير صحية، وقابل للتعرض لجراثيم وبكتيريا مثل ستافيلاتوكا.
وحذر من أن سيارات الآيسكريم تعمد إلى إضافة مواد ملونة وحافظة للآيسكريم، تؤدي إلى حصول حساسية لدى مصابي الربو.
وأشار إلى أن هذه السيارات غالبا ما تكون عرضة للبكتريا، وعند تناول الآيسكريم الملوث فإنه سيؤثر سلبا في متناوله، ويعرضه إلى التهابات ونزلات معوية.
وواصل حديثه مشيرا إلى أنه عند مرور الهواء للأغشية المخاطية وهي ما قبل الحبال الصوتية تكون درجة الهواء قريبة من حرارة الجسم، وذلك عند النفس الطبيعي، لذا ترى المصابين بالربو يعانون من حصول أزمة ربو عند الجري، وذلك بسبب أن الشخص يتنفس بسرعة بحيث إن الهواء يصل بدرجة حرارة أقل من الجسم فتنشأ التهيجات في القصبات الهوائية ومن ثم تضيق، وبما أن تناول الآيسكريم وهو بدرجة تقارب الصفر فإنها تحدث تغيرات كبيرة في القصبات الهوائية وتجعلها تتقلص.
من جهته، قال الدكتور عزت عمر إخصائي طب الأطفال وحديثي الولادة: "تكررت في الآونة الأخيرة نوبات النزلات المعوية الحادة (إسهال وقيء مع ارتفاع في درجات الحرارة) بين مئات الأطفال المترددين على قسم عيادات الأطفال إثر تناول الآيسكريم، وبأخذ التاريخ المرضي من أهلية هؤلاء الأطفال تبين أنهم تناولوا أنواعا من الآيسكريم المحضر آليا في عربات مصفوفة على جوانب بعض الشوارع".
وأضاف: بتكرار السؤال من جانب الأهل عما إذا كان هذا النوع من الآيسكريم هو المسؤول عن حدوث مثل هذه الأمراض من عدمه، أكدنا لهم أن ذلك عائد إلى المواد الغذائية المستخدمة، المكان الذي يضع فيه المنتج والبيئة المحيطة به، الوسيط بين المستهلك والمنتج وهو العامل على تصنيع الآيسكريم، والمستهلك نفسه، فالمواد الغذائية الأولية المستخدمة يجب تعقيمها بطريقة سليمة من البداية.
ووصف الحليب بأنه من المواد الغذائية شديدة الحساسية لأي نوع ولو بسيط من التلوث حيث إنه من المواد الغذائية التي تفضل الجراثيم العيش والتكاثر فيها، فيجب تعقيمه بعملية البسطرة منذ البداية ثم تحديد تاريخ الصلاحية عليه مع عدم إضافة مواد حافظة إليه ثم حفظه بطريقة سليمة في ثلاجات خاصة تعمل بكفاءة عالية لضمان حفظه.
وعد طريقة الاستخدام والفتح المتكرر للعبوات قد يعرض طريقة الحفظ للفشل ومن ثم تنمو الميكروبات فيه، أي أن أي خلل في منظومة التعقيم هذه قد يعرض الحليب لنمو أنواع خطيرة من الجراثيم ومنها السالمونيلا والبروسيلا وأكياس الأميبا، وبعض أنواع من الفيروسات تتسبب في النهاية الإسهال والقيء.
وأكد أن هناك بعض الأنواع من المواد المستخدمة الأخرى غير الحليب قد تحتوي على ألوان وأصباغ صناعية مخلقة تضر بشدة بكبد الطفل والكليتين كألوان ونكهات بطعم المانجو أو الفراولة أو الشيكولاتة وهي مواد قد تكون غير طبيعية، ومجرد ألوان صناعية ضارة.
وشدد على أن الآلة المستخدمة والموجودة في بيئة مكشوفة أو سيارة غير مجهزة وتكرار استخدامها وعدم تعقيمها بطريقة سليمة كما في المصانع المجهزة قد يعرض حتى المواد السليمة للتلوث بصفة مستمرة، وكذلك البيئة وما قد تحتويه من ذباب أو حشرات ناقلة للأمراض.
وحذر من كون العامل قد يكون حاملا للأمراض المعدية السالف ذكرها، وينقلها ببساطة أثناء مزاولة عملية التصنيع.
وتابع: للوقاية من مثل هذه الحالات يجب أن تكون المواد المستخدمة سليمة ومعقمة وخالية من الإضافات المحظورة من ألوان ومكسبات الطعم وكذلك الآلة المستخدمة والبيئة المحيطة بها بيئة صحيحة ومعقمة.

الأكثر قراءة