الجمعة, 2 مايو 2025 | 4 ذو القَعْدةِ 1446


غيمةٌ سوداء!

كنت أتحدث مع واحدٍ من أجمل وأثرى الشعراء شعراً وأكثرهم أدباً، قلت: هل غبت أم غيّبت؟ قال: غبت وغيّبت! وبنظرة تعجّب التقطها من عينيّ واصل الإجابة فقال: السنتان الماضيتان ألغتا كل المفاهيم التي اعتادها الشاعر والقارئ خلال 20 عاماً مضت وربما أكثر! وهذا شيءٌ جميل في ظاهره، لكن الجانب القبيح في المسألة أن هذا التغيير لم يأخذنا إلى الأمام وللأسف لم يعد بنا إلى الوراء وللعجب لم يبقينا على ذات الحال! قلت: كيف حدث التغيير إذن؟ قال: ما حدث هو أن الشعر "المرئي" هذا المخلوق الغريب على الشعر طغى واستحوذ على "عيون" الناس التي أخذت دور أفئدتهم، فصرنا كالذي يشاهد فيلم خيال علمي يتحدث عن مخلوقاتٍ غريبة غزت الأرض وتسعى لاحتلالها! بدا لي أن هذا الشاعر يعيش مرحلة متقدمة من اليأس والإحباط، وإلاّ فما المانع من نشر الجديد الجميل "إن وجد" لكي يترك علامةً يستهدي بها التائهون في ليل "الشعر المرئي" على حد وصفه!
هذه الغمامة السوداء التي لا برق ولا رعد فيها ولا مطر، لا بد لها أن تنجلي، اليوم أو غداً أو بعد جيل أو جيلين، ستنجلي لأنها غيمةٌ ناتجة عن احتراق مصنع! والغمائم الماطرة سوداء أو شبه سوداء لكنها تأخذ سوادها من الدورة "الطبيعية" للماء وليس من الاحتراق، كان عليك يا سيدي الشاعر المتشائم أن تبقَى في منزلك تجرب وتكتب وتعلق، فهذا هو قول "الخير" في مثل هذا الوقت، أو يا سيدي الشاعر المحبط "أصمت"!

الأكثر قراءة