مهرجانات الاعتزال.. بذخ زائد أم حق مشروع للاعب؟
يحظى القلة من نجوم أندية العاصمة الكبرى، باهتمام لائق من أنديتهم، أو من بعض أعضاء الشرف الداعمين والعاشقين لفنهم، فما يكاد يعلن أحد هؤلاء النجوم رغبة في الاعتزال إلا والإعلان عن مهرجان كبير لاعتزاله يسبقه، كما حدث مع لاعب فريق الهلال والمنتخب السعودي الأول لكرة القدم سابقا نواف التمياط.
ولأن الخبر كان بمثابة المفاجأة لإدارة ناديه، ولجماهير ناديه وجماهير الرياضة قاطبة، إلا أن الغريب أن رئيس الهلال الأمير عبد الرحمن بن مساعد أعلن من فوره وقبل أن تمضي ساعات قليلة على إعلانه الاعتزال تكفله بإقامة مهرجان كبير وتاريخي للاعب، سيكلفه ملايين الريالات بالتأكيد.
وهنا فإن سوق اللاعب نواف التمياط في بورصة المهرجانات كان جزلا، أسوة بزملائه يوسف الثنيان، الذي أقيم له مهرجان اعتزال أمام فريق فالنسيا الإسباني، وسامي الجابر أمام فريق مانشستر يونايتد الإنجليزي، بينما كان اعتزال نجم فريق النصر ماجد عبد الله أمام فريق ريال مدريد الإسباني بكامل نجومه، وكل من اللاعبين الثلاثة نال ملايين الريالات نظير هذا الاعتزال.
على النقيض تماما يقف كثير من النجوم الذين كان لهم تاريخ حافل بالإنجازات مع أنديتهم والمنتخب السعودي أمثال فهد الهريفي نجم فريق النصر، سعيد العويران لاعب الشباب ، صالح الداود مدافع فريق النصر، ياسر الطائفي لاعب فريق الرياض وغيرهم كثير من نجوم أندية الرياض الذين خدموا وقدموا الكثير للكرة السعودية، ومع ذلك لم ينالوا ولو جزءا بسيطا من التكريم الذي وجده غيرهم، وهنا فالعدل والإنصاف غائب في التكريم لمن يستحقه، نظرا لكونه عائدا لعلاقة اللاعب الشخصية مع عضو
شرف في ناديه، أو لجماهيرية اللاعب فيكرم خشية سخط الجمهور والإعلام على النادي ورئيسه.
وفي المقابل يحظى البعض من النجوم بتكريم خجول، ولعل آخرهم إبراهيم الجوير لاعب نادي الشعلة الذي يحضر ناديه لتكريمه أخيرا بلقاء مع ناديه السابق الهلال، ومن المنتظر أن يجني مبلغا لا يتجاوز 100 ألف ريال سعودي، ويعتبر شبيها بالفتات إذا ما قورن بدخل اعتزال يوسف الثنيان أو ماجد عبد الله أو سامي الجابر على سبيل المثال.
من جهته طالب حمود السلوة الخبير الرياضي والمحاضر في الاتحادين السعودي والآسيوي لكرة القدم بضرورة وضع ضوابط من قبل الأندية لاعتزال اللاعبين، تعتمد على إنجازات اللاعب مع ناديه والمنتخب، سنوات خدمته في الرياضة، سلوكه، إنجازاته الشخصية، معدل أهدافه إن كان مهاجما، البطولات التي حققها لناديه أو كان سببا مهما لنيلها، وغيرها من الضوابط التي في ضوئها يتم تحديد حجم المهرجان وتكاليفه والنادي الذي سيشارك فيه، وهنا يتحقق العدل في ميزان تكريم اللاعبين.
وشدد السلوة على ضرورة ألا يتعدى وقت إقامة المهرجان موسمين كحد أقصى، وإلا فلن تتحقق الفائدة منه على مختلف الأصعدة.
وأشار إلى أن مهرجانات اعتزال بعض اللاعبين، تنعكس سلبا على زملائه الذين عاصروا جيلهم وقدموا الكثير، إن لم يكن مثل عطائهم فهو يتخطاه، ومع ذلك لم يتم تكريمهم، أحيانا لأسباب غير مقنعة قد تتعلق بعلاقة اللاعب الشخصية مع ناديه، وهذا فيه بخس لحقوقهم.
واقترح السلوة أن تقام مهرجانات جماعية للاعبي الأندية، على سبيل المثال يكرم اثنان أو ثلاثة منهم في وقت واحد، فهذا يقلص التكاليف، كما أنه يساهم في تكريم أكبر قدر من اللاعبين المعتزلين، فهناك من يرغب في المساهمة ولكنه لا يستطيع أن يقيم كل لاعب مهرجان مستقل، ويستقطب له ناديا عالميا.