رهينة إلكترونية!
لم يعد من اللافت تعرض المبدعين لسرقة نصوصهم, خاصة في دهاليز الإنترنت, حيث أصبح من المألوف أن تجد نصك بعد نشره بدقائق وقد طار وحط في مواقع كثيرة من الشبكة العنكبوتية تحت أسماء حركية ومعرفات شتّى، لكن ما تعرض له زميلنا الجميل هيثم السيد هو شيء يتجاوز مفهوم السرقة ويصل ربما لدرجة الحرابة والنهب, فالزميل هيثم – ردّ الله اسمه ونصوصه سالمة إليه - صحى ذات يوم ليخبره صديقنا السيد قوقل إنه موجود في مواقع تهتم "بالأدب والثقافة", ولأن السيد قوقل يجيد القيافة فقد أوصل هيثم, وحتى قبل أن يفيق من صدمته إلى أكثر من مكان تتواجد في نصوصه واسمه, ربما قال قائل وما المشكلة في ذلك؟
المشكلة أن هيثم السيد لم يشترك في هذه المنتديات, وتم انتحال اسمه بعد أن أُضيف له اسم ثلاثي، حيث أصبح هيثم السيد عصفورا, وهو ما جعل زميلنا يقسم أنه لم يحط يوماً عصفورا ولا بالصدفة على شجرة عائلتهم!
الأخ السارق لم يغير شيئا في النصوص بل اتبع الطريق الأسهل/ النسخ, وإضافة العصفور مع صورة للعضو كانت أجمل ما فعل ذلك اللص, وربما صورة العضو/ اللص هي من جعلت هيثم الحقيقي يغضب غضبة مضرية فللأمانة فيها من الوسامة ما يُغضب من هم في وسامة هيثم الزميل, وهذا ليس انتقاصاً من وسامة صديق!
تساءلت عن الدافع لمثل هذا العمل, فنحن نعرض دافع من يسرق نصاً يذيلّه باسمه, لكن إن يُسرق اسمك, فذلك أمر مربك بالنسبة لي على الأقل, وأنا هنا أصررت على تسميتها سرقة فيما يصر المسروق على تسميتها انتحالا, أياً كانت التسمية, هُنا شطح خيالي وتخيلت الأسماء بالألوان!
ما لون هيثم (أنا أيضاً تأثرت فلا أدري اُخاطب أيهما بالاسم ) لكني أتخيل اسم (هيثمنا) يمشي بذهول بين ممرات الجريدة, ولونه رمادي شاحب, الغريب وإن شئتم الطريف أن اللص أتى لنفس المواقع وكتب اعتذارا عنونه بـ "الاعتراف بالحق فضيلة!" وبهذا رجع الحق لأهله قبل أن أتمكن من كتابة مناشدة لمن يجد اسم"هيثم السيد" أن يعيده لمقر الجريدة لأن زملينا تعب نفسياً وذلك لكثرة مناداته بـ "أنت يا أخ"! وكما أن "الحلال السايب يعلم السرقة" فإن الإبداع الجميل يشجّع على سرقته, ولهذا ولكيلا نظلم اللص يجب أن نعترف أن ذائقته جميلة, وعقبالنا!