الخيوط تتشابك... مأساة "ليمان" تطيح بـ3 من كبار تنفيذيي بنك ألماني

الخيوط تتشابك... مأساة "ليمان" تطيح بـ3 من كبار تنفيذيي بنك ألماني

أوقف بنك KfW ثلاثة من كبار موظفيه التنفيذيين عن العمل بعد أن دفع البنك الألماني الذي تملكه الدولة مبلغ 300 مليون يورو لبنك ليمان بروذرز في الوقت الذي كان فيه البنك الأمريكي على شفير الإفلاس.
وسببت الصفقة حرجاً لسادة البنك السياسيين بينما يكافحون لتوضيح السبب وراء وضع أموال دافعي الضرائب في خطر.
ويواجه بنك KfW عملية تغيير كبيرة في إدارة المخاطر لديه في أعقاب ما انكشف بأن الدفعة الآلية – وهي تطبيق جلي لاتفاقية مقايضة عملات مع ليمان – قد سمح بالمضي بها قدماً، وتم التحويل يوم الاثنين، في نفس اليوم الذي تقدم فيه البنك الأمريكي بطلب حماية الفصل 11 من الإفلاس.
إن اثنين من التنفيذيين اللذين أوقفا عن العمل، في الوقت الذي يقوم فيه البنك بتحقيق داخلي، هما بيتر فليشر وديتليف لينبرجر، وهما عضوان في مجلس الإدارة، والتنفيذي الثالث هو رئيس مراقبة المخاطر.
قال بير شتايبروك، وزير المالية لمحطة إذاعة ألمانية:" في لحظة معينة كان ينبغي أن يخطر على بال أحدهم أن هنالك دفعة آلية مستحقة لبنك ليمان، الذي كان في تلك اللحظة يمر في حالة إفلاس".
وصحيفة بليد، أكثر صحف ألمانيا مبيعاً وصفت البنك الألماني KfW قائلة: " إنه أكثر بنوك ألمانيا غباء".
والمبلغ الذي أرسل إلى بنك ليمان قليل مقارنة بالمليارات المجهولة المصير في هذا الأسبوع، بينما يترنح النظام المالي العالمي.
لكن البعض في ألمانيا يقولون إن المشكلة تدل على عيوب في بنك KfW، الذي تتمثل مهمته الرئيسية في تمويل التنمية الاقتصادية للبلاد.
وأثارت الانتقادات للدفعة توقعات بأن بنك KfW- الذي ما زال يترنح من إنقاذ خسائر القروض بلا ملاءة في IKB، مقرض الشركات- يمكن أن يواجه تبعات أخرى بما فيها الإشراف التنظيمي الأشد وتضييق مجال نشاطاته.
وهذا يشكل بداية محرجة لأولريخ شرويدر، الذي تولى منصب الرئيس التنفيذي لبنك KfW يوم الأول من أيلول (سبتمبر) وقد أمر بتدقيق متعمق في إدارة المخاطر والهيكل التنظيمي في البنك، وهو واحد من أكبر مصدري السندات في أوروبا.
وقد تعرض البنك في هذه السنة، والسياسيون الذين يشرفون عليه لحملة تشهير بسبب جهودهم المكلفة والمتكررة، لإنقاذ بنك IKB، أول ضحية ألمانية لأزمة الائتمان، وقبل أربعة أشهر ترك الرئيس التنفيذي السابق لبنك KfW لأسباب صحية في غمرة الفوضى التي أحاطت بـ IKB حيث إن KfW أكبر مساهم.
إن KfW الذي حقق خسارة في العام الماضي قدم أكثر من ثمانية مليارات يورو (11.5 مليار دولار)، لإنقاذ IKB الذي كانت موازنته قبل الأزمة نحو 50 مليار يورو.
وتم الاتفاق في الشهر الماضي على بيع IKB مقابل مبلغ متدن من ثلاثة أرقام ـ والذي يعتقد أنه نحو 100 مليون يورو إلى 150 مليون يورو ـ إلىLone Star، صندوق الاستثمار.
وما زالت الصفقة بحاجة إلى موافقة الاتحاد الأوروبي لكن المجلس الإشرافي لبنك KfW ، بمن فيه شتاينبروك ومايكل جلوس، وزير الاقتصاد، وافق على البيع يوم الخميس.
ويعتقد أن إجمالي انكشاف KfW لبنك ليمان نحو 500 مليون يورو، وقالت وكالة تصنيف الائتمان، Standard and Poor’s إن تحويلة بنك ليمان جعلت من المرجح أن يحقق KfW خسارة سنوية ثانية في هذه السنة، لكن ذلك لن يؤثر في تصنيف البنك.

فاينانشيال تايمز ـ خاص بـ "الاقتصادية"

الأكثر قراءة