إعلانات المبيدات الحشرية .. مقاطع من الرسوم المتحركة تهدد حياة الأطفال!
حذر أستاذ في الطفيليات الطبية من ترويج بعض الشركات المصنعة للمبيدات الحشرية بالإعلان عن منتجاتها عن طريق مقاطع من الرسوم المتحركة المحببة لدى الأطفال التي تظهر قوة المنتج في القضاء على الحشرات.
وقال الدكتور عبد الكريم علي الحربي، أستاذ الطفيليات الطبية وكيل كلية البترجي للعلوم الطبية للشؤون الأكاديمية، إن بعض الإعلانات التلفزيونية لهذه المنتجات تظهر ربة بيت تصرخ خوفاً من الحشرات الزاحفة أو الطائرة الموجودة في مطبخها، وفجأة يظهر المنقذ على شكل مبيد الحشرات الفتاك مرتدياً ملابس البطل الخارق، أو السوبرمان، جاء ليقضي ويبيد الحشرات برشة واحدة منه، ويظهر في الإعلان على أنه حارس وصديق لكل العائلة.
ويضيف الدكتور الحربي: إن المنتج يظهر في هيئة محببة، وألوان جذابة تحاكي أبطال قصص الخيال العلمي، موضحا أن هذه الصورة إن كانت ستجذب أحدا فهي ـ ولا شك - ستجذب الأطفال دون سن العاشرة في المقام الأول، ويرجع ذلك إلى شدة تعلقهم بشخصيات البطل الخارق الكرتونية.
ويؤكد أستاذ الطفيليات أن هذه حقيقة مؤسفة، وذلك بسبب الخطورة التي يمكن أن تمثلها مثل تلك المنتجات على سلامة الأطفال وصحتهم، مبديا تساؤله عن الهدف والجدوى من إظهار مثل تلك المنتجات بهذه الصورة الجاذبة للأطفال، بينما الشريحة المستهدفة من الإعلان هي الأشخاص الراشدين من الجنسين، ويتم ذلك دون التنويه بمدى خطورة تلك المنتجات والتحذير بإبقائها بعيدة عن متناول الأطفال، حيث تصل نتائج عبث واستنشاق الأطفال لغازاتها إلى حالات تسمم حادة قد تفضي إلى الموت في أغلب الأحيان.
سموم على الأرفف
في سياق آخر، حذر الدكتور الحربي من عرض بعض منتجات المبيدات الحشرية عالية السمية على أرفف المحال التجارية، على الرغم من افتقادها أبسط معايير الصحة والسلامة، وذلك من حيث التغليف، إذ تكون معبأة في أكياس بلاستيكية يمكن فتحها أو ثقبها بسهولة من قبل الأطفال، كما أنها - في أحيان كثيرة- تكون دون تحذيرات أو تعليمات للاستعمال، أو تكون التعليمات والتحذيرات مكتوبة بلغات غير مقروءة وغير معمول بها في منطقتنا فيكون وجودها على العبوات كعدمه تماماً.
ويضيف أن استعمال المبيدات الحشرية مهم ولكن "طرق الاستعمال تختلف في المنازل عن الحقول الزراعية والشوارع والمحال التجارية. فمع أهمية الاستعمال تأتي أهمية التوعية والمعرفة الصحيحة للاستعمال كي لا تؤدي إلى كوارث صحية لا تحمد عقباها".
ويطرح الدكتور الحربي تساؤلا آخر عن دور الوزارات المعنية وأجهزتها الرقابية، وعن مدى فاعلية الإجراءات المتبعة، والآليات المعمول بها من قبلها فيما يختص بحماية المستهلك، موضحا أن سعي أصحاب النفوس الضعيفة وراء الربح والكسب المادي هو دائماً المحرك والدافع لمثل تلك الأخطاء الجسيمة الأمر الذي يستلزم معه الوقوف والتصدي بحزم لمثل تلك التصرفات غير المسؤولة، مطالبا ببذل المزيد من الجهد في مراقبة ومنع مثل تلك المنتجات من دخول الأسواق، ومساءلة ومعاقبة كل من يتاجر بصحة وسلامة المستهلكين من أجل مصالحه الشخصية.
ويقترح الدكتور الحربي على الجهات المعنية بهذا الموضوع أن تلزم الشركات المستوردة والمعلنة عن هذه النوعية من المنتجات تضمين المنتج وكذلك رسالته الإعلانية بتحذير للمستهلك بإبقائه بعيداً عن متناول الأطفال حاذين في ذلك حذو منتجات كالأدوية، السجائر، فالمبيدات ـ كما يقول - منتجات لا يقل تأثيرها وخطورتها على صحة وحياة الأفراد عن السجائر، بل هي أشد فتكاً.
ومن ضمن الاقتراحات أيضا: القيام بحملات إعلامية تثقيفية لتوعية جميع أفراد الأسرة بمدى خطورة مثل تلك المنتجات على الصحة والبيئة، وتوضيح كيفية التعامل معها واستخدامها وتخزينها بطريقة صحيحة، تجنبا لوقوع أية حوادث مؤسفة.