يا رعيل الأولين.. أجرمتوا فينا ورحتوا!

يا رعيل الأولين.. أجرمتوا فينا ورحتوا!

تذكرون "زجاجة عافت"، اللي كتب فيها إن اللي خرجوا من عنقها "قليل" من المبدعين، وبقي الجيل التالي يدور يدور يدور في الزجاجة؟! وجا المدير ياسر الكنعان مسوي فاهم ويقول لا طلعوا كثيرين بس أنت مو منتبه يابو عافت! طلع كل كلام ياسر خرطي بخرطي، والرجال صادق، والعالم للحين تدور في قوطي صلصل مو زجاجة!
أنا رجال طلعت على الدنيا "بزير" توي، وأقرأ لبدر بن عبد المحسن وفهد عافت ومساعد الرشيدي ونايف صقر وصالح الشادي والحميدي الثقفي ومتعب التركي وعبد الرحمن بن مساعد وسعد الحريص، أكيد راح تتشكل ذائقتي الملوية بالجمال، وأكيد إني لا كبرت أبقعد أطور نفسي وأتطور مع قراءاتي لهم، وأكيد إذا كبرت أبصير مبدع لأن ذائقتي "الملوية" تشكلت بقراءتي لهؤلاء!
اللي طلع إن الحبيبين اللي فوق اختفوا! وانا للحين أحافر أصير مبدع وما قدرت! وكثيرين مثلي مساكين مو قادرين يصيرون مبدعين وينثرون إبداعهم، والدعوى صارت خليطي، ما عاد تقدر تميز الحلو من المالح، مرّات تحس إنك كتبت شي ما أحد كتبه قبلك، ومرات تحس إن تخربط وتمتلي سلة المهملات اللي صارت جنبك من كثر ما تشقق بالأوراق!
وفي لحظة تأمل بسيطة تكتشف أن المشكلة مو فيك يالشاعر الجديد، المشكلة في الإخوان اللي شكلوا ذائقتك "الملوية" وتخلوا عنك يوم بديت تبي تنافسهم! يعني من تنافس اللحين؟ ناقتي يا ناقتي مثلا؟! أو قوموا صفقوا؟! أو تروح تسب العالم كلهم عشان تصير عضو لجنة تحكيم وتقول: دربن دربن! المقاييس اللي تعلمناها منهم إن الشعر فقط هو المقياس الحقيقي طلع غلط! وما عاد نقدر نقيس قصايدنا حنا، اللحين الجمهور يقيس بالصوت والضوء، مو بالشعر! يعني لازم تكون واحد يلقي إلقاء خبلا أو يفحط على المسرح عشان يلقى القبول! يعني ضوء وصوت مو شعر.. يعني رحنا فيها حنا ياللي تربينا على إلقاء البدر والحميدي الثقفي!

الأكثر قراءة