الإعسار.. الكابوس الأكبر للشركات في فترة الهبوط الاقتصادي
الكابوس الأكبر بالنسبة لإدارة الشركات أثناء فترات الهبوط الاقتصادي هو الإعسار، أي حين تجد الشركة أنها لا تمتلك موجودات كافية لتغطية مطلوباتها، أو حين لا يكون بمقدورها تسديد الديون في مواعيدها. وحين يحدث ذلك، فربما يستدعي دائنو الشركة الحراس القضائيين وشركات التصفية والمسؤول الإداري كجزء من ترتيب طوعي تجري في ظله محاولة لإنقاذ الشركة.
يقول خبراء الإعسار إنه في فترة الهبوط الاقتصادي الحالي فإن الافتقار النسبي إلى الخبرة، أو صغر السن، لكبار التنفيذيين في الشركات يظهر منذ الآن باعتباره إحدى العقبات في الوقت الذي تسير فيه بعض الشركات في هذا الاتجاه نحو الإعسار.
ويقول مايك جيرفيز، وهو شريك وخبير في الإعسار لدى شركة المحاسبة برايس ووترهاوس كوبرز PwC: "مر وقت طويل منذ التراجع الاقتصادي الأخير بحيث إنه يوجد الآن عدد من المديرين في الشركات الكبيرة من الذين لم يشهدوا إلا النمو والأوقات الطيبة، وكثير من الناس يرون في التراجع الاقتصادي الحالي صدمة حقيقية".
هذا الافتقار إلى الخبرة يمكن أن يُعَقِّد من علاقة الشركة المعتلة بالموظفين والمساهمين على حد سواء، كما يقول كولن ديمبستر، وهو شريك في قسم الإعسار في شركة المحاسبة إرنست آند يانج Ernst & Young: "موطن القلق هو أنه يوجد لدينا فعلاً جيل من مديري الشركات من الذين لم يمروا بهذه الظروف من قبل، وما نراه الآن هو إخفاق منهجي للتعامل مع أصحاب المصالح المهيمن".
لكن صغر السن والافتقار إلى الخبرة ربما لا تكون من المشكلات غير القابلة للحل. فالشركات الآن تتوافر لديها تكنولوجيا أفضل من ذي قبل "للإنذار المبكر" لتعطيها علامة وتنذرها إن كان الإعسار يلوح في الأفق، منها على سبيل المثال أنظمة متطورة لتوَقُّع حركة النقد. كما أنه توجد الآن مصادر للمعلومات رسمية وغير رسمية أوسع من ذي قبل.
وعلى سبيل المثال، إذا سمعت إدارة إحدى الشركات أن شركة التأمين على الائتمان سحبت الغطاء التأميني عن أحد الزبائن، فإن المديرين، كما يقول جيرفيز، يكونون في وضع "قد أعذر من أنذر".
وكذلك تعلمت الشركات بعض الدروس من الكساد الاقتصادي الأخير، ورفعت من دور "خبير إعادة الترتيب وتحسين الأوضاع"، وهو خبير يتم التعاقد معه من الخارج "لتعميق وإكمال ما تقوم به الإدارة حين تجد الإدارة نفسها في أزمة." وهناك المزيد من التقنيات كذلك متوافرة الآن أكثر مما كانت عليه الحال في حالات الهبوط الاقتصادي السابقة في سبيل المحافظة على قيمة الشركة المعرضة للإعسار.
إحدى هذه التقنيات تعرف بتعبير ترتيبات "البيع المسبق"، الذي يتألف أساساً من عملية يتم تجميعها في سبيل بيع الشركة على نحو منظم قبل أن تقع في حالة الإعسار. الفكرة وراء ذلك هي محاولة المحافظة على أكبر قدر ممكن من قيمة الشركة وتقليص عدد الموظفين الذين سيتم الاستغناء عنهم، من خلال مفاوضات بين الدائنين والمرودين والبنوك قبل الذهاب إلى المحكمة وصدور حكم يتلف قيمة الشركة.