أزمة الائتمان العالمية تعطل الاكتتابات الأولية في الأسواق الناشئة

أزمة الائتمان العالمية تعطل الاكتتابات الأولية في الأسواق الناشئة

أصبح النشاط بالغ التدفق الذي كان يتسم به الطرح الأولي للاكتتاب العام في عالم الأسواق الناشئة، قريباً من الجفاف بينما تضرب الأزمة الائتمانية الدول النامية والعالم.
كان أشد تراجعا في الطرح الأولي للاكتتاب العام في الشركات في أكبر أربعة اقتصادات ناشئة، هي: البرازيل، روسيا، الهند، والصين، المعروفة باسم مجموعة Brics.تراجع حجم الصفقات في البرازيل بنسبة 76 في المائة هذا العام، مقابل 52 في المائة في روسيا، و35 في المائة في الهند، بينما كادت السوق تخلو من هذا النشاط في روسيا بعد الغزو الروسي لجورجيا.كان الربع الثالث من العام كئيباً بصورة خاصة لشركات الأسواق الناشئة، بينما ارتفع اجتناب المخاطر بحدة في بيئة مالية متدهورة.
أدى التحول منذ الربع الثاني من العام الذي كان فترة نشاط بالغ للإصدارات في الأسواق الناشئة، إلى إرباك أساسيات الاقتصاد، بينما كانت شركات كثيرة في العالم النامي غنية بالسيولة، ولديها ميزانيات قوية.

في مايلي مزيدا من التفاصيل:
أصبح النشاط بالغ التدفق الذي كان يتسم به الطرح الأولي للاكتتاب العام في عالم الأسواق الناشئة، قريباً من الجفاف بينما تضرب الأزمة الائتمانية الدول النامية.
كان أشد تراجع في الطرح الأولي للاكتتاب العام في الشركات في أكبر أربعة اقتصادات ناشئة، وهي: البرازيل، روسيا، الهند، والصين، المعروفة باسم مجموعة Brics.
تراجع حجم الصفقات في البرازيل بنسبة 76 في المائة هذا العام، مقابل 52 في المائة في البرازيل، و35 في المائة في الهند، بينما كادت السوق تخلو من هذا النشاط في روسيا بعد الغزو الروسي لجورجيا.
كان الربع الثالث من العام كئيباً بصورة خاصة لشركات الأسواق الناشئة، بينما ارتفع اجتناب المخاطر بحدة في بيئة مالية متدهورة.
أدى التحول منذ الربع الثاني من العام الذي كان فترة نشاط بالغ للإصدارات في الأسواق الناشئة، إلى إرباك أساسيات الاقتصاد، بينما كانت شركات كثيرة في العالم النامي غنية بالسيولة، ولديها ميزانيات قوية.
قال نايجل رندل، أحد كبار استراتيجيي الأسواق الناشئة في RBC Capital Markets ، "إن أي شيء كان يعد مخاطرة، ولو بدرجة خفيفة، عانى منذ الصيف، وإن الأمر لا يتعلق بالأزمة الائتمانية العالمية، حيث إن اجتناب المخاطر ارتفع منذ الصيف الماضي، وخلال الأسابيع القليلة الماضية، بصورة متزايدة، الأمر الذي يؤدي إلى ضرب، وإيذاء الأسواق الناشئة".
يمكن القول بصورة عامة إن سوق الطرح الأولي للاكتتاب العام تراجعت خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة إلى أدنى مستوى لها خلال خمس سنوات.
تم سحب 240 عملية طرح أولي للاكتتاب العام خلال الأشهر التسعة الأولى من العام، وذلك برقم قياسي يبلغ ثلاثة أضعاف ما شهده العام الماضي من عمليات السحب، وسط جفاف السيولة في أسواق المال، وفي ظل خلفية من تباطؤ النمو الاقتصادي عبر العالم.
أما قيمة الصفقات في أسواق رأسمال الأسهم عالمياً التي تضم شركات مسجلة في البورصات، شأنها في ذلك شأن سجل الطرح الأولي، حيث تسعى الشركات إلى المزيد من جمع الأموال، والحصول على السندات التي تتحول إلى أسهم، فقد تراجعت بنسبة 19 في المائة لتصل إلى 130.7 مليار دولار خلال الربع الثالث، لتجعل من هذه القيمة هي الأدنى في أي ربع ثالث سنوي خلال أربع سنوات.
تراجعت قيمة الصفقات خلال الأشهر التسعة الأولى من هذا العام كذلك بنسبة 19 في المائة لتصل إلى 522.1 مليار دولار، تمت من خلال 2507 صفقات، محققة بذلك القيمة الأقل في أي تسعة أشهر أولى من العام منذ عام 2002.
علق نك وليامز، الرئيس المشارك لدائرة أسواق رأسمال الأسهم في "كريديت سويس"، على هذا الوضع بقوله، "إن سوق الطرح الأولي مغلقة بصورة عامة في هذه اللحظة، ما عدا استثناءات قليلة، الأمر الذي يعد ببساطة عملية متعلقة بالرغبة في تحمل المخاطر".
ويضيف" غير أن قدرة المستثمرين المؤسسيين على تخصيص رأسمال لتشغيل هذه السوق مازالت موجودة بالنسبة للشركات السليمة".
والأمر المهم هو أنه لو توقف جمع الأموال من جانب المؤسسات المالية، فإن التراجع كان يمكن أن يكون أكثر بعثاً على القلق.
استطاعت البنوك جمع 61.7 مليار دولار، وهو رقم قياسي بالنسبة للربع الثالث من العام، وذلك من خلال 51 صفقة، بينما كانت تسعى إلى تدعيم ميزانياتها، والحصول على استحواذات. أما هذا العام، فكان نصيب البنوك 39 في المائة من مجموع الأموال التي تم جمعها، أو ما يبلغ 204.5 مليار دولار، مقابل 8 في المائة من المجموع خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2007.
جاء بعض أكبر الصفقات من جانب "ميريل لينش", الذي عزّز ميزانيته في أواخر تموز (يوليو)، من خلال إضافة 9.8 مليار دولار في عملية متسارعة لتعزيز أرقام دفاتره.
تبعه كل من "جولدمان ساتش"، و"جي بي مورجان"، في أواخر أيلول (سبتمبر)، بعمليتي طرح أولي بقيمة 5.8 مليار دولار، وعشرة مليارات دولار، على التوالي. وكانت عملية تسريع جي بي "مورجان" لأرقام دفاتره هي الأكبر هذا العام.
أما على الصعيد الجغرافي، فكانت أشد تراجعات عمليات جمع رأسمال الأسهم ضمن اقتصادات شمال آسيا التي تضم الصين، واليابان، وشبه القارة الهندية، وكذلك في أستراليا، ومنطقة المحيط الهادي، وأوروبا. أما إفريقيا، فخالفت هذا الاتجاه بارتفاع بسيط، على الرغم من انطلاق ذلك من قاعدة متدنية للغاية.
كانت الشركات اليابانية الكبرى ضحية لمثل هذا النوع من التراجع خلال الربع الثالث من العام، حيث بلغ مجموع عمليات الطرح الأولي من جانبها 1.8 مليار دولار، وهو أدنى مجموع ربعي لها منذ الربع الثالث من عام 1998. ولم تزد قيمة أي طرح أولي ياباني على 100 مليون دولار منذ شباط (فبراير).

"فاينانشيال تايمز" خاص بـ "الاقتصادية"

الأكثر قراءة