زعامة الهلال توارت في المدرجات !
تزعم نادي الهلال السعودي الأندية الأكثر (شعبية) من بين الأندية السعودية، وحوصر النادي من قبل الشركات الاستثمارية لرعايته مقابل أسعار يسيل له اللعاب, وتمت الاتفاقية من أجل فتح أفاق جديدة ساهمت في عمل نقله نوعيه تاريخيه في النادي، كما تضاعفت عائدات النادي من القنوات الفضائية الناقلة للدوري ومن خدمات أخرى, وجميع هذه الامتيازات تعود بسبب الحشود الجماهيرية الكبيرة لهذا النادي العريق.
لكن المثير للدهشة والغرابة.. لماذا لم تعكس هذه الزعامة المطلقة الزرقاء على أرض الميدان؟ ويتوارى عن أنظار المدرجات، و تحديدا عندما تقام المباريات في الرياض!
لست هنا لأشكك في جماهيرية العظمى للفريق, لكن ما شاهدناه من حضور مخجل في المباراة الأخيرة في عقر داره أمام الأهلي , لم يكن يليق لا بقمة الجولة ولا بجمال الملعب ولا بأية احترام للمنافس العنيد.
وهذا دليل مبكر على عدم جدية جمهور الزعيم في المحافظة على لقب الدوري.
فاللاعب يحتاج إلى جرعه معنوية تحفزه للعطاء أكثر, وبذل المستطاع ليسعد الناظرين بإبداعاته, فعند نزوله للملعب, جل ما يريد رؤيته وسماعه هو الجمهور. خاصة إذا ما علمنا أن تحركات الجماهير (من غير كره) قد تقلب موازين المباراة وتحل الكثير من مشاكل الفريق، وهنا يصنع الفارق بين جمهور وجمهور آخر.
ويبقى السؤال المطروح في ذهن المتابع الرياضي: لماذا لا نشاهد هذه الجماهير إلا في مباريات الديربي, وتغيب بشكل مخيف عند إصابة التائب أو القحطاني؟! ..
وهذا يؤكد بلا محالة قناعة جمهور الزعيم, أن الانتصارات لن تأتي من دونهما في الوضع الحالي.. لكن هل ستستمر هذه القناعة الراسخة في الجولات ما بعد (المقبلة) أم لجمهور (الرقم الصعب) رأي آخر .. ؟
وعلى النقيض, وفي خلال خمس جولات, استظل لاعبو نادي النصر تحت تشجيع حار متواصل وحماس مبهر أعجز عن وصفه بجمهور الشمس, حيث يطلق حكم المباراة صافرته إعلانا عن نفاذ جميع التذاكر, فكانوا يساهمون مع اللاعبين بالحصول على النقاط الثلاث ويؤازرون اللاعبين الصاعدين ويصفقون أكثر للفرص الضائعة, و تنوعت الأساليب في التعبير عن إعجابهم باللاعبين, ولم يتقاعسوا عن الحضور في أية مباراة ,, فنجد أعدادهم تتزايد أمام الفرق الصغيرة.. وهذا ديدن جمهور الوفاء ليؤكدوا للجميع أنهم إن لم يكونوا أكثر الأندية (شعبية) فهم بلا جدال أكثر الأندية (مساندة) من بين الأندية الأخرى..
ومن أجل دورينا المشوق جدا.. أتمنى أن تعاود جماهير الزعيم ذكريات كأس الكؤوس الأسيوية، وأن تواصل جماهير الشمس زحفها خلف فريقها ..
فمهما بلغت صفقات الأندية مع اللاعبين الأجانب نحو الـ 100 مليون، فلن تساوي لوحه فنية تشجيعية في المدرجات.