الأربعاء, 30 أَبْريل 2025 | 2 ذو القَعْدةِ 1446


سموا الحكام بميولهم ! (2 من 2)

أعود للحديث عن التحكيم، والمطالبين بإعلان ميول الحكام للتعريف بهم، وأقول إن ذلك لا يصب في الصالح العام للرياضة السعودية، والتي يسعى الجميع لمواكبتها التقدم العالمي.
وعندما نعود للحديث عن قضاة الملاعب هنا، فإنني وغيري كثير يرى أن واقعهم أليم وطموحهم (مرير)، يركضون كثيراً داخل الملعب، يحاسبون بعنف على هفواتهم، ويعانون (بذاءة) ألفاظ الجماهير الغاضبة ومنسوبي الأندية.
ومهما قام به الحكم داخل الملعب من قرارات، فلا يمكن أن يرضي الكل.. فرضى الناس غاية لا تدرك.
ومع هذا وذاك لا يتقاضون إلا (الفتات) الذي قد يتيه ما بين رحلات السفر التي تحتاج منهم إلى وساطة عالية المستوى يتنقلون بها حول مدن المملكة ليقوموا بواجباتهم، وبين ما يستهلكونه من احتياجاتهم المتعددة خلال رحلاتهم المكوكية.
ما (يرفع الضغط) حقاً، هو أن المنتسبين للرياضة بمختلف مناصبهم (عجزوا) عن إيجاد حلول جذرية للحفاظ على هوية الحكم السعودي واسترداد ولو جزء يسير من أبسط حقوقه، ولم يكتفوا بذلك بل تركوا حكامنا تائهين لا نصير لهم، وطالبوا إلى حد استنفار الهمم لجلب حكام أجانب يديرون مبارياتهم.
وفي النهاية وقع الحكام الأجانب بأخطاء (قاتلة)، قد لا تقبل من حكم مبتدئ لدينا، وهذا بشهادة خبراء التحكيم، ومع ذلك لم يخرج من ينتقدهم أو يهاجمهم، يكفي أن يكون الحكم أجنبيا فهذا في حد ذاته كفيل بطمس كل (عيوبه)!
كما ينفق من المال الكثير والكثير لهؤلاء الأجانب، مع تأمين مقاعد درجة أولى في ترحالهم، وسكن في فنادق 5 نجوم لراحتهم، مع بقاء الأخطاء، بل أكثر فداحة، ولو بقي هذا المال، لتطوير حكامنا لكفتهم، وكانت كفيلة بمنحهم الثقة وإعادة هيبتهم المسلوبة.
والسؤال المتبقي: إذا حرمنا حكامنا من قيادة اللقاءات الكبيرة والجماهيرية، كيف سنؤهلهم لتمثيلنا خارجياً، وكيف سنصنع لهم أسماء لامعة في عالم التحكيم؟

f66f2008@hotmail.com

الأكثر قراءة