عمّان: ندوة الإعلام الاقتصادي تدعو لحماية الصناديق السيادية العربية
دعا الدكتور بسام الساكت رئيس هيئة الأوراق المالية، الجامعة العربية من خلال مجلسها الاقتصادي لتقييم آثار الأزمة المالية العالمية لتخفيف تداعياتها على الاقتصاد العربي وحماية الصناديق السيادية.
وشدد الساكت على ضرورة الانتباه إلى الصناديق السيادية العربية المملوكة للحكومات والمحافظة عليها كون الدول الغربية تنظر إليها حاليا على اعتبار أنها المنقذ لأسواقها.
وقال الساكت خلال افتتاحه ندوة الإعلام الاقتصادي والأسواق المالية التي تنظمها الهيئة بالتعاون مع الاتحاد العربي لهيئات الأوراق المالية إن الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة تسعى لجذب الصناديق السيادية العربية لإطفاء حرائق المال لديها بعد أن كانت تحظر عليها الدخول إلى أسواقها في السابق، مؤكدا ضرورة أن تقوم الدول العربية حاليا بدراسة نوع الاستثمار الذي يمكن من خلاله الاستفادة من هذه الصناديق.
وطبقًا لتقديرات اقتصادية بلغت قيمة صناديق الثروة السيادية وهي أدوات استثمار واسعة النطاق مملوكة للدول في منطقة الخليج العربي خلال صيف العام الحالي نحو 1.5 تريليون دولار.
ورأى الساكت أن جذور زلزال المال العالمي كما أسماه يعود إلى التمادي الأمريكي في خفض أسعار الفائدة محملا البنك المركزي الأمريكي ذلك، مما شجع على الاقتراض من قبل المواطنين والمبالغة في تقديم التسهيلات الائتمانية من قبل البنوك التي تجاوزت نسبة 225 في المائة بعيدا عن الرقابة المباشرة والضمانات الكافية.
وأشار إلى أن الأزمة برزت نتيجة المبالغة في تطبيق سياسات السوق الحرة بعيدا عن الرقابة السياسية وعدم التمسك بالقوانين والتشريعات المنظمة لعمل السوق وابتعاد مؤسسات التدقيق والمحاسبة عن تطبيق المعايير الدولية في هذا المجال.
وشدد الساكت على ضرورة ابتعاد الإعلام عن المبالغة في التفاؤل والتشاؤم في استخدام العبارات القاسية ذات التأثير النفسي في المستثمرين مثل انزلاق وتدهور وخسائر فادحة وكذلك الابتعاد عن مقابلات غير المتخصصين وأصحاب المصالح الخاصة للحديث عن القضايا المالية.
وأشار إلى أهمية دور الإعلام الاقتصادي في توعية الجمهور والمستثمرين وتزويدهم بالمعلومات والحقائق في إطار مهني، والالتزام بالموضوعية والعلمية خاصة في المرحلة الحالية التي تمر بها الاقتصادات والأسواق المالية في العالم.
وأكد الدكتور فوزي بهزاد مستشار الأسواق المالية في اتحاد هيئات الأوراق المالية العربية أهمية الإعلام الاقتصادي العربي باعتباره جسر التواصل بين الأسواق المالية والمستثمرين العربي والأجنبي الموجودين في المنطقة العربية.
وأضاف أن تأزم الإعلام الاقتصادي العربي أدى إلى هلع في الأسواق المالية العربية، مشيرا إلى أن الأزمة موجودة ونحن لا ننكرها ولكنها غير موجودة في السوق المالية العربية.. لقد وجدت في الغرب وبالذات في السوق الأمريكية وفي الأدوات المالية التي يستخدمونها والمصارف الدولية، والأسواق العربية بعيدة عن هذه الأزمة.
وتناقش الندوة قضايا تتعلق بالواقع الاقتصادي وعلاقته بالاقتصادات الوطنية والمعلومات والبيانات المالية وأثرها في الأسواق المالية والتحليلات المالية والاقتصادية وأثرها في المستثمرين والرأي العام العربي، إضافة إلى التجارب العربية للتوعية في أسواق الأوراق المالية العربية.