ثقة المستثمرين تتدهور وتضرب أسواق المال العالمية
شهد أمس الجمعة عمليات بيع مكثفة وعجيبة في أسواق المال العالمية، وكانت بمثابة خاتمة أسبوع شهد التدهور المتواصل لثقة المستثمرين، في الوقت الذي ازدادت فيه حدة المخاوف من الركود الاقتصادي، وألقت بظلالها على الظروف المتحسنة في أسواق المال. وسجلت البورصات في معظم دول العالم والعملات والنفط تراجعات مخيفة في تعاملات أمس.
وأغلقت أسواق المال الآسيوية والأوروبية التي يسيطر عليها الذعر على تراجعات كبيرة وسط مخاوف من حصول انكماش عميق وطويل الأمد، ولم تكن الحال أفضل بكثير في نيويورك، ففي منتصف ساعات التداول سجل مؤشر داو جونز الصناعي تراجعا بنسبة 2.44 في المائة، في حين تراجع مؤشر ناسداك بنسبة 1.73 في المائة. وفي حين خفضت "أوبك" إنتاجها النفطي في محاولة للجم انهيار أسعار النفط، واصل الخام تراجعه إلى حدود 61 دولارا.
وفي محاولة لتدارك الوضع، خفضت البنوك المركزية أسعار الفائدة في السويد ونيوزيلندا والهند، وهناك توقعات متزايدة بأن البنوك المركزية ستخفض مرة أخرى أسعار الفائدة في أمريكا ومنطقة اليورو وبريطانيا.
في مايلي مزيداً من التفاصيل:
أغلقت أسواق المال الآسيوية والأوروبية التي يسيطر عليها الذعر على تراجعات كبيرة أمس وسط مخاوف من حصول انكماش عميق وطويل الأمد في حين خفضت "أوبك" إنتاجها النفطي في محاولة للجم انهيار أسعار النفط.
ففي طوكيو، انخفض مؤشر نيكاي 9.6 في المائة منهيا جلساته تحت ثمانية آلاف نقطة للمرة الأولى منذ أكثر من خمسة أعوام. ويعاني مؤشر بورصة طوكيو بشكل رئيس ارتفاع سعر الين, الذي يضر بشدة بالمصدرين اليابانيين.
وسارت البورصات الأوروبية على الخطى نفسها ولكنها نجحت في تعويض بعض خسائرها عند الإغلاق، فبعدما فتحت هذه البورصات على تراجعات كبيرة وصل معدلها إلى 10 في المائة ، نجحت خلال التداولات في تحسين أوضاعها لتغلق أبرزها على تراجعات راوحت بين 3.54 في المائة في باريس و4.96 في المائة في فرانكفورت. وخسر مؤشر يوروستوكس 5 في المائة عند الإغلاق. وأغلقت بورصة ميلانو على خسارة 5.61 في المائة بعدما وصلت خسارتها خلال الجلسة إلى 8 في المائة ، في حين تهاوت بورصة أثينا إلى أدنى مستوى لها منذ خمسة أعوام وخسرت 9.71 في المائة.
أما البورصة السويسرية فأغلقت على خسارة بلغت 3.71 في المائة، بينما تراجع مؤشر بورصة مدريد آيبكس -35 بنسبة 5.20 في المائة . ولم تكن الحال أفضل بكثير في نيويورك، ففي منتصف ساعات التداول سجل مؤشر داو جونز الصناعي تراجعا بنسبة 2.44 في المائة، في حين تراجع مؤشر ناسداك بنسبة 1.73 في المائة.
شهد يوم الجمعة عمليات بيع مكثفة وعجيبة في أسواق المال العالمية وكانت بمثابة خاتمة أسبوع شهد التدهور المتواصل لثقة المستثمرين، في الوقت الذي ازدادت فيه حدة المخاوف من الركود الاقتصادي وألقت بظلالها على الظروف المتحسنة في أسواق المال.
وهوت أسواق الأسهم حول العالم إلى أدنى مستوياتها منذ بضع سنوات، هوت أسعار السلع، وانتفخت الفروق في العوائد على السندات بين سندات الخزانة الأمريكية وسندات الأسواق الناشئة، في الوقت الذي تدافع فيه المستثمرون لما يتصورون أنه الملاذ الآمن، وهو الدولار والين وسندات الحكومات الغربية.
وتضافرت عدة عوامل لتلقي بظلالها القاتمة على الجو العام، وهي اشتداد المخاوف حول أوضاع الأسواق الناشئة، والبيانات القاتمة من الاقتصادات المتقدمة، وسلسلة من الآفاق المثيرة للقلق حول مستقبل عدد من الشركات.
قال أندرو كيتس، وهو اقتصادي لدى بنك يو بي إس، إن العزوف عن المخاطر ينبع، على الأقل إلى حد ما، من تخوف المستثمرين وقلقهم حول آفاق الاقتصاد العالمي. وقال: "مع الأسف فإن هذا ليس فألاً حسناً على المدى القريب".
وقال راسل جونز، رئيس قسم أبحاث الدخل الثابت والعملات في الأسواق العالمية لدى شركة آر بي سي كابيتال ماركتس RBC Capital Markets، إن الآفاق الاقتصادية ليس فيها سمات تذكر تجعل الإنسان يشعر بالأمل والتفاؤل. وقال: "في الوقت الذي نرى فيه المضاعفات الانكماشية للتجربة شبه المميتة للنظام المالي وهي تنتشر إلى الأعلى من البنوك العالمية الكبرى، من الناحية الدورية، فإن الاقتصاد العالمي يكون بذلك قد دخل في نفق مظلم تماماً".
عانت موجودات الأسواق الناشئة بصورة خاصة، في الوقت الذي اشتد فيه زخم التخلص عمليات الدين لتمويل الصفقات الخطرة. هذا الأسبوع هوى مؤشر بنك مورجان ستانلي المركب لأسهم الأسواق الناشئة MSCI emerging equities index بمقدار 15 في المائة، إلى مستويات لم يسبق له الوصول إليها منذ أربع سنوات.
وقفز الفرق بين العائد على سندات الخزانة الأمريكية وسندات الأسواق الناشئة، وهو مقدار التأمين على المخاطر الذي يطالب به المستثمرون مقابل شرائهم السندات الخطرة، قفز إلى ما فوق 900 نقطة أساس للمرة الأولى منذ ست سنوات.
كذلك فإن عقود التأمين المتقابلة على السندات الحكومية للبلدان، وهي عقود تهدف إلى حماية المستثمرين ضد إعسار الحكومات، سجلت مستويات حادة في عدد من البلدان في الوقت الذي ارتفع فيه عدد البلدان الساعية إلى الحصول على المساعدة من صندوق النقد الدولي. هوت الأسهم والسندات الأرجنتينية، وانفجرت عقود التأمين المتقابلة على السندات، بعد أن كشفت الحكومة النقاب عن خطط لتأميم صناديق التقاعد الخاصة.
كذلك تعرضت عملات الأسواق الناشئة لضربات مؤلمة. ومن بين العملات التي تضررت إلى حد كانت عملة كوريا الجنوبية (الوون)، وعملة جنوب إفريقيا (الراند)، في حين أن الهبوط الحاد في قيمة الفورينت دفع البنك المركزي الهنغاري إلى رفع أسعار الفائدة بمقدار ضخم هو 300 نقطة أساس. كذلك رفعت الدنمارك أسعار الفائدة لتحمي عملتها الكرونا.
لكن بالنسبة لمعظم البنوك المركزية كان التركيز على أسعار الفائدة للوقاية من التباطؤ الاقتصادي. خفضت البنوك المركزية أسعار الفائدة في كل من السويد ونيوزيلندا والهند، وهناك أقوال وتوقعات متزايدة بأن البنوك المركزية ستخفض مرة أخرى من أسعار الفائدة في الولايات المتحدة ومنطقة اليورو وبريطانيا. كانت المخاوف حول الاقتصاد البريطاني ملموسة تماماً في الوقت التي أظهرت فيه البيانات أن الاقتصاد تقلص بنسبة 0.5 في الربع الثالث، وهو ما شكل صدمة مضاعفة في أعقاب التحذير الذي أطلقه ميرفن كينج، محافظ البنك المركزي البريطاني، من أن بريطانيا في سبيلها إلى الدخول في فترة من الكساد الاقتصادي.
وفي أسواق العملات، عملت هذه المخاوف على دفع الاسترليني إلى الهبوط إلى أدنى مستوى له منذ ست سنوات في مقابل الدولار، وأدنى مستوى له في التاريخ أمام اليورو.
هبط اليورو إلى أدنى له منذ سنتين أمام الدولار، وإلى أدنى مستوى له منذ ست سنوات أمام الين، في الوقت الذي استفادت فيه عملتا الولايات المتحدة واليابان من العمليات المستمرة في تصفية الصفقات والتخلص من الديون.
قال جاسون ترينيرت، من ستراتيجاس Strategas: "من المرجح أن يسعى المستثمرون الأمريكيون والأجانب إلى سداد ديونهم بالدولار. كذلك فإن التحول نحو الين ينسجم مع تفكيك صفقات الديون".
ازداد الزخم في بيع الأسهم في أسواق الأسهم في البلدان المتقدمة خلال الأسبوع، على الرغم من البداية القوية في أعقاب حالات الهبوط في أسعار الفائدة على القروض بين البنوك.
بحلول منتصف اليوم في نيويورك هبط المؤشر القياسي ستاندارد آند بورز 500 بمقدار 6.6 في المائة منذ بداية الأسبوع. وهبط مؤشر فاينانشيال تايمز يوروفيرست 300 لعموم أوروبا بمقدار 7.3 في المائة، في حين أن مؤشر فاينانشيال تايمز 100 في لندن هبط بمقدار 4.4 في المائة. وفي طوكيو أقفل مؤشر نيكاي 225 بهبوط مقداره 12 في المائة، ليصل إلى أدنى مستوى له منذ خمس سنوات ونصف السنة.
وقال محللون إنه كان هناك نوع من خيبة الأمل من أن أسعار الفائدة في أسواق المال لم تشهد مزيدا من الهبوط في أعقاب الجهود التي بذلتها البنوك المركزية لحقن السيولة وتعزيز النظام المالي.
ظل مؤشر تي إي دي TED، الذي يقيس الفرق بين سعر فائدة ليبور على قروض الدولار لأجل ثلاثة أشهر وبين الفائدة على أوراق الخزانة ذات المليون إلى خمسة ملايين دولار، وهو مقياس مهم لمدى العسر في أسواق المال، ظل في مستويات مرتفعة عند 272 نقطة أساس/ رغم أنه هبط بحدة من مستويات الذروة التي سجلها في الفترة الأخيرة عند 450 نقطة أساس.
توسعت الفروق على عوائد السندات بصورة حادة، في الوقت الذي ازدادت فيه حدة المخاوف من إعسار الشركات. قفز مؤشر آي تراكس، الذي يتألف في معظمه من السندات الخطرة، إلى ما فوق مستوى 900 نقطة أساس ليسجل رقماً قياسياً جديدا.
وعانت أسعار السلع حالات هبوط حادة في الوقت الذي طغت فيه المخاوف من أن الركود الاقتصادي يمكن أن يضر بالطلب، طغت على قرار منظمة "أوبك" بتخفيض إنتاج النفط بمعدل مليون ونصف مليون برميل في اليوم.
هبط سعر الخام الأمريكي بمقدار 10 في المائة على مدى الأسبوع ليصل إلى ما دون 65 دولاراً للبرميل، في حين أن الذهب هبط لفترة قصيرة إلى ما دون 700 دولار للأونصة، والنحاس إلى ما دون مستوى أربعة آلاف دولار للطن للمرة الأولى منذ نحو ثلاث سنوات.
اندفعت السندات الحكومية بشدة في الوقت الذي ازدادت فيه مشاعر العزوف عن المخاطر عند المستثمرين.
هبط العائد على سندات الخزانة الأمريكية بمقدار 34 نقطة أساس ليصل إلى 3.61 في المائة، في حين أن العائد على سندات الحكومة الألمانية لأجل عشر سنوات هبط بمقدار 30 نقطة أساس ليصل إلى 3.74 في المائة.